عناصر الدرس
* المبادئ العشرة.
* شرح المقدمة الثانية للناظم (مقدمة العلم).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ذكرنا أن هذا النظم في علوم القرآن، يعني الفن المسمى بعلوم القرآن، وذكرنا شيئًا من المقدمة التي سماها أو أطلق عليها أهل العلم: مقدمة الكتاب. وسبق أن المقدمة مقدمتان:
مقدمة كتاب.
ومقدمة علم.
مقدمة الكتاب التي أخذناها بالأمس، ويزيد عليها بعض أهل العلم إذا كان له اصطلاحات خاصة في الكتاب فيبين حينئذ إذا أطلقت كذا فمرادي به كذا إذا قلت: قال الشيخ فالمراد به فلان... إلى آخره، هذا ما يسمى ببيان اصطلاحات ورموز الكتاب التي اصطلح عليه المصنف تُذكر في مقدمة الكتاب.
وأما النوع الثاني وهو: مقدمة العلم، وهذه تذكر في الشروع أو قبل الشروع في دراسة أي فن ما، ولهذا يعتني بها كثير من العلماء في أوائل كتبهم بل بعضهم يؤلف رسالات خاصة في بيان هذه المبادئ العشرة وهي ما يسمى: بمقدمة العلم. المبادئ العشرة المجموعة في قول محمد بن علي الصبان:
إن مبادئ كلِّ فَنٍّ عَشْرَة... الحد والموضوع ثم الثمرة
ونسبة وفضله والواضع... والاسم الاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى... ومن درى الجميع حاز الشرفا
هذه تسمى بمبادئ العلوم وتسمى بمقدمة العلم لا بد لكل شارع في فن ما أن يتصوره بوجه ما، وأما التصور على وجه التمام هذا لا يكون إلا بعد الانتهاء من الكم لماذا؟
لأن التصور عندهم يحصل بالحد يعني ببيان الحقيقة والمهية، فإذا قيل: ما حقيقة الفقه؟
حينئذ يقول المجيب: الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفسير. فيفهم حينئذ الطالب بوجه ما، لا يمكن أن يستوعب كل معنى كلمة الفقه الاصطلاحي عند أرباب الفقه من هذا الحديث وإلا لو صار فقيهًا تام الفقه لو أدرك الفقه كله من هذا الحد لقلنا: صار فقيهًا تامًا في الفقه. وليس هذا المراد إنما المراد أن يعرف ما الذي يطلبه في سعيه في هذا الفن فيدرس كتابًا ما يقول هذا في النحو ما هو النحو؟
لا بد أن يعرف حقيقة النحو ولا بد أن يعرف ماذا يدور هذا الفن يعني ما موضوعه وما فائدته التي تكون مرجوة من دراسة هذا الفن لا بد أن يعرف استمداده لا بد أن يعرف فضله حكمه الشرعي وإلا لو لم يكن عالمًا بجل هذه المسائل لقال أنه يقع له الكسل والفتور لأنه يتعلل ويطلب شيئًا لا يعرف أهميته ولا يعرف حكمه الشرعي فيدرس الفقه ولا يعرف أهمية علم الحلال والحرام مثلاً حينئذ لا بد - أمر فطري - لا بد أن تفتر همته ويكسل ويتراجع من حيث بدأ.