١٢٨ - يقال حاق به المكروه يحيق به حيقاً وحيوقاً، إذا نزل به وأحاط به، ولا يطلق إلا على إحاطة المكروه خاصة (١).
[ما دلت عليه هذه الآية الكريمة - أي قوله تعالى: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ (غافر: ٤٥) -، من حيق المكر السيىء بالماكر أوضحه تعالى في قوله: ﴿وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾.
والعرب تقول حاق به المكروه يحيق به حيقاً وحيوقاً، إذا نزل به وأحاط به، ولا يطلق إلا على إحاطة المكروه خاصة، يقال حاق به السوء والمكروه، ولا يقال حاق به الخير، فمادة الحيق من الأجوف الذي هو يائي العين، والوصف منه حائق على القياس، ومنه قول الشاعر:

فأوطأ جُرْد الخيل عقر دِيارِهم وحاقَ بهمْ من يأس ضبَّة حائقُ] (٢).
١٢٩ - النعت بالمصدر.
[قوله تعالى في هذه الآية الكريمة ﴿صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ﴾ من النعت بالمصدر؛ لأن الهون مصدر بمعنى الهوان، والنعت بالمصدر أسلوب عربي معروف، أشار إليه في الخلاصة بقوله:
ونعتوا بمصدر كثيرا......... فالتزموا الإفراد والتذكيرا
وهو موجه بأحد أمرين:
أحدهما: أن يكون على حذف مضاف. أي العذاب ذي الهون.
والثاني: أنه على سبيل المبالغة، فكأن العذاب لشدة اتصافه بالهوان اللاحق بمن وقع عليه، صار كأنه نفس الهوان، كما هو معروف في محله] (٣).
١٣٠ - يطلق الجزء مراداً به البنات.
[قوله تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا﴾، قول قتادة ومن وافقه: إن
(١) - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز العقلي حيث أسند الفعل إلى ما يلابسه، فالمكر يلابس النزول، وانظر الإتقان (٣/ ١٠٩)، وفيه أيضاً عندهم استعارة تبعية الواقعة على سبيل التمثيلية، لأن (يحيق) بمعنى (يحيط) فلا يستعمل إلا في الأجسام، وانظر الإتقان (٣/ ١٦٢).
(٢) - (٧/ ٩٠ - ٩١) (غافر/٤٥ - ٤٦)
(٣) - (٧/ ١٣٠) (فصلت/١٧).


الصفحة التالية
Icon