﴿وَعَلَى اللَّهِ﴾ وحده ﴿فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ الصادقون في الإيمان (انظر آية ٨١ من سورة النساء)
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ أن يخون. يقال: غل من المغنم: إذا أخذ منه خفية ﴿وَمَن يَغْلُلْ﴾ منكم ﴿يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ المعنى: أنه يأت حاملاً ذنب الغلول وإثمه ﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ﴾ تعطى جزاء ما عملت وافياً؛ غير زائد ولا منقوص. قيل: نزلت حينما افتقدوا قطيفة من مغانم بدر؛ فقال بعضهم: لعل محمداً أخذها لنفسه. وقيل: ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ أي يكتم شيئاً مما أنزله الله تعالى عليه؛ رهبة من الناس أو رغبة
﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ﴾ أطاعه واتبع أمره، ولم يغل من مغنم، ولم يكتم علماً ﴿كَمَنْ﴾ غل في المغنم، وعصى مولاه، و ﴿بَآءَ﴾ رجع ﴿بِسَخْطٍ﴾ غضب ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ لا يستويان
﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ﴾ فالمتبع لرضوانه في جنات النعيم، والذي باء بسخطه في العذاب الأليم
﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ﴾ تفضل عليهم وأكرمهم وأعزهم ﴿إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً﴾ محمداً: خاتم الرسل وإمامهم؛ عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ﴿مِّنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ أي من جنسهم، ولسانهم ﴿يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ من القرآن الكريم ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ يطهرهم من دنس الكفر والمعاصي ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾ القرآن ﴿وَالْحِكْمَةِ﴾ العلم النافع
﴿أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ﴾ أي أو حين أصابتكم ﴿مُّصِيبَةٍ﴾ يريد ما أصابهم يوم أُحد؛ من قتل وجراح ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا﴾ يوم بدر؛ فقد قتل من المسلمين بأحد سبعون رجلاً، وكان المسلمون قد قتلوا منهم ببدر سبعين وأسروا مثلهم ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾ كيف يكون هذا؟ ومن أين أصابنا هذا ونحن مؤمنون وهم كافرون ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ﴾ لأنكم خذلتم الرسول، ولم تطيعوا أمره، وهرعتم إلى الغنائم، وتركتم مراكز القتال التي أمركم بالوقوف فيها؛ فكرَّ عليكم المشركون، ونالوا منكم ما نالوا؛ فلا تلوموا إلا أنفسكم