﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وما فيها من عجب عجاب ﴿وَاخْتِلاَفِ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ بالزيادة والنقصان، والنور والظلمة ﴿لآيَاتٍ﴾ لعبر ﴿لأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ ذوي العقول
﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ﴾ يتذكرونه ﴿قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ والمراد بذكر الله في هذه الحالات: هو خشيته ومراقبته في كل حالة؛ وليس كما يدعيه أرباب الطرق: من أن تأويله ما يفعلونه في مراقصهم مما يتنافى مع الدين وآدابه وقيل: المراد بالذكر: الصلاة؛ وليس بشيء. قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وكيف خلقهما الله تعالى، وكيف حفظهما، وكيف رزق من فيهما؟ قائلين في حال ذكرهم وتفكرهم ﴿رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا﴾ الكون عبثاً و ﴿بَاطِلاً سُبْحَانَكَ﴾ تنزهت وتعاليت عما يقوله الكافرون (أنظر آية صلى الله عليه وسلّم من سورة الإسراء)
﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً﴾ هو الرسول أو القرآن الكريم ﴿وَكَفِّرْ عَنَّا﴾ استر وامح الاْبْرَارِ} جمع بر، أو بار؛ وهم المستمسكون بالشريعة، المحافظون على حدود الله تعالى
﴿وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا﴾ من الفضل والرحمة والمغفرة ﴿عَلَى رُسُلِكَ﴾ أي على ألسنة رسلك
﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ﴾ أجاب دعاءهم، قائلاً لهم ﴿أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ وسأجزي كلاً بما فعل ﴿بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾ يستوي في الأعمال الذكور والإناث ﴿لأُكَفِّرَنَّ﴾ لأمحون
-[٨٩]- ﴿ثَوَاباً مِّن عِندِ اللَّهِ﴾ وجزاء لأعمالهم


الصفحة التالية
Icon