﴿وَلاَ تَهِنُواْ﴾ لا تضعفوا ولا تتوانوا ﴿فِي ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ﴾ في طلبهم ﴿إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ﴾ أي إن كنتم تتألمون من القتال، وتخافون من الهلاك؛ فإنهم يتألمون أيضاً منه كما تتألمون، ولكنكم ترجون من الله الشهادة والمنزلة الرفيعة، حيث لا يرجونهما هم
﴿إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ القرآن ﴿بِالْحَقِّ﴾ بالصدق ﴿لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ اللَّهُ﴾ في القرآن؛ من الأحكام والأوامر والنواهي ﴿وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً﴾ أي لا تكن مدافعاً عنهم، ومخاصماً من أجلهم
﴿وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ﴾ أي يخونونها؛ بارتكاب المعاصي. وعبر بلفظ الخيانة: لأنهم كانوا
﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ﴾ أي لا يحاولون الاستخفاء منه بترك معاصيه؛ وكيف يستخفون منه ﴿وَهُوَ مَعَهُمْ﴾ يعلم سرهم ونجواهم ﴿إِذْ يُبَيِّتُونَ﴾ يضمرون في أنفسهم ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً﴾ عالماً به؛ لا يخفى عليه منه شيء؛ فيجازي على الخير والشر
﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً﴾ يرتكب ذنباً يسيء إلى غيره ﴿أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ﴾ يرتكب ذنباً يسيء إلى نفسه، ويعرضها للعقاب يوم القيامة ﴿ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ﴾ ويتب عن ذنوبه وآثامه ﴿يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً﴾ لذنوبه ﴿رَّحِيماً﴾ به؛ فلا يؤاخذه ولا يعاقبه
﴿وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ أي ومن يقترف إثماً متعمداً؛ فإنما يعود وبال ذلك على نفسه. وعبر تعالى بلفظ الكسب للدلالة على العمد
﴿وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً﴾ الخطيئة: الذنب الذي يحتمل الخطأ أو العمد. والإثم: المعصية التي لا تتأتى إلا عن عمد ﴿ثُمَّ يَرْمِ بِهِ﴾ بالخطيئة أو الإثم ﴿بَرِيئاً﴾ كمن يقتل، أو يسرق، أو يزني؛ ثم يلصق التهمة بغيره.


الصفحة التالية
Icon