﴿وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ القرآن ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾ النبوة، والعلم النافع
﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ﴾ مسارَّتهم ﴿إِلاَّ مَنْ أَمَرَ﴾ في نجواه ﴿بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ فهذا الآمر بالخير والمعروف؛ تباح له النجوى والمسارة ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ﴾ التناجي بالحث على الصدقات، والأمر بالمعروف، والإصلاح بين الناس ﴿ابْتَغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ يقصد بها رضاءه تعالى، ولا يقصد رياء، ولا ثناء بين الناس
﴿وَمَن يُشَاقِقِ﴾ يخالف ويعادي ﴿الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى﴾ وصار في متناول عقل العاقل، وسمع السامع، وبصر المبصر ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ بألا يؤمن ب الله تعالى، ولا يصدق برسوله عليه الصلاة والسلام ﴿نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾ نتركه وشأنه؛ فلا نوليه عنايتنا وحفظنا، بل نجعل وليه وحافظه وهاديه: من تولاه واتخذه إلهاً؛ من صنم، أو نجم، أو نار، أو مال ﴿وَنُصْلِهِ﴾ ندخله
﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ﴾ استدل بهذه الآية القائلون بأن الله تعالى يغفر سائر الكبائر ﴿لِمَن يَشَآءُ﴾ وهو جل شأنه لم يشأ غفران الكبائر للمصر عليها، المجاهر بها، الذي لم يتب عنها
﴿إِن يَدْعُونَ﴾ ما يعبدون ﴿إِلاَّ إِنَاثاً﴾ كان كل حي من العرب له صنم يسمونه: أنثى بني فلان؛ وكانوا يقولون عنهن: هن بنات الله ﴿وَإِن يَدْعُونَ﴾ وما يعبدون ﴿إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً﴾ متمرداً، خارجاً عن الطاعة
﴿وَقَالَ﴾ الشيطان لربه ﴿لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ﴾ أي الذين خلقتهم لعبادتك ﴿نَصِيباً مَّفْرُوضاً﴾ مقطوعاً به
﴿وَلأُضِلَّنَّهُمْ﴾ عن طريق الحق ﴿وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ﴾ بطول الأمل، وامتداد الأجل؛ وألا بعث ولا حساب، ولا ثواب ولا عقاب.
-[١١٤]- ﴿وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ﴾ البتك: القطع ﴿فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ كخصاء العبيد والحيوان. أو هو تغيير دينه. الذي خلقه وارتضاه، وتحريم ما أحله، وتحليل ما حرمه؛ وما أشبه ذلك ﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً﴾ يتولاه ويطيعه