﴿وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ﴾ (انظر آية ٢٧٥ من سورة البقرة) ﴿وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾ وهو ما يأخذونه من الرشا في الحكم ﴿وَأَعْتَدْنَا﴾ أعددنا وهيأنا
﴿لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ﴾ أي من اليهود ﴿يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ﴾ من القرآن ﴿وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾ من التوراة والإنجيل
﴿وَالأَسْبَاطِ﴾ حفدة يعقوب عليه السلام
﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً﴾ الزبور: الكتاب ويجمع على زبر
﴿وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾ إشارة إلى أنه تعالى أرسل للناس رسلاً في كل زمان ومكان غير من ذكرهم في القرآن ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً﴾ لا يوصف، ولا يعلم له كنه فلا ينبغي لأمثالنا أن نبحث عن كيفيته، أو نحاول الوقوف على حقيقته؛ فليس بالصوت الحادث، ولا بالأحرف المعلومة؛ فقد كلم الله موسى، وسمع موسى كلام ربه؛ ولكن كيف كان ذلك الكلام؟ وكيف كان ذلك السماع؟ فهذا مما لا ينبغي الخوض فيه والبحث وراءه؛ لأن الكلام قد حصل من قبيل الوجدان والشعور النفسي؛ كالإحساس باللذة والسرور - وهما من الأشياء التي يتذوقها الإنسان تذوقاً كاملاً - غير أنهما لا يمكن وصفهما بما توصف به المحسوسات؛ وإلا لو قلنا بخلاف ذلك لجاز لموسى - وقد سمع كلام الله تعالى - أن يصف ذلك المتكلم بالسرعة أو بالبطء، ولجاز له أيضاً أن يصف الصوت المسموع بالجهورة أو الخفوت، وما شاكل ذلك؛ وقد تعالى الله عن قول القائلين، ووصف الواصفين وهؤلاء الرسل الذين قصصناهم عليك، والذين لم نقصصهم قد أرسلناهم إلى أقوامهم
﴿مُّبَشِّرِينَ﴾ من أطاع بالجنة ﴿وَمُنذِرِينَ﴾ من عصى بالنار ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ أي إنه بعد إرسال الرسل تنقطع حجة الناس، وتسقط معذرتهم؛ ويقال للكافرين عند دخول النار: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ﴾ هذا وقد وفينا هذا البحث في كتابنا «الفرقان»