﴿وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ بالإيمان ﴿وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ﴾ بأن تسمعوا وتطيعوا؛ فإذا وفيتم بذلك: وفى لكم ما ضمن لكم الوفاء به: من إتمام نعمته، ودخول جنته، والتمتع بدار كرامته وقيل: الميثاق: هو الذي أخذ عليهم - وهم في صلب آدم - حين قال لهم: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَآ﴾ والأول أولى ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ أي بما تخفي القلوب
﴿يَاأَيُّهَآ الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ﴾ قائمين في سبيل مرضاته: تقصدون وجهه في سائر أعمالكم، وتبتغون فضله في جميع أموركم
﴿شُهَدَآءَ بِالْقِسْطِ﴾ أي يجب أن يكون العدل في الحكم، والصدق في الشهادة؛ في المكان الأول من تقديركم، وألا تحيدوا عن ذلك أبداً مهما كان المحكوم عليه أو المشهود له ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ لا يحملنكم ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ﴾ بغض قوم ﴿عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ﴾ بينهم؛ لعداوتكم لهم، وكراهتكم إياهم ﴿اعْدِلُواْ﴾ بين الجميع - أعداء وأحباء، بعداء وأقرباء - فذلك أزكى لكم، وأطهر لنفوسكم، وهذا ﴿هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ أي أقرب لخشية الله تعالى، ومخافة عقابه وأهل التقوى: هم أهل الخوف من الله تعالى، والحذر من أن يخالفوه
﴿يَاأَيُّهَآ الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ﴾ هم يهود بني النضير. وقيل: قريش بالإيذاء والقتال ﴿فَكَفَّ﴾ منع} أن تصل إليكم بسوء ﴿وَعَلَى اللَّهِ﴾ وحده ﴿﴾ لا على غيره (انظر آية ٨١ من سورة النساء).


الصفحة التالية
Icon