﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَآءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ﴾ الكاتب. وقيل: «السجل» اسم ملك يطوي كتب الأعمال
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ﴾ الكتاب الذي أُنزل على داود عليه السلام ﴿مِن بَعْدِ الذِّكْرِ﴾ التذكير ب الله تعالى ﴿أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ المراد بالأرض: الجنة؛ وذلك كقوله تعالى: «وقالوا الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين»
﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً﴾ لتبليغاً كافياً مفهماً
﴿وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ﴾ يا محمد ﴿إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ أي رحمة للجن والإنس، والوحش والطير؛ رحمة للمؤمنين: بإنجائهم يوم الدين، ورحمة للكافرين: بإنجائهم في الدنيا من نزول العذاب؛ الذي كان يلحق بمكذبي الأمم السابقة
﴿فَإِن تَوَلَّوْاْ﴾ أعرضوا ﴿فَقُلْ آذَنتُكُمْ﴾ أي أعلمتكم ﴿عَلَى سَوَآءٍ﴾ أي مستوين كلكم في هذا الإعلام، أو أعلمتكم أني على سواء. أي على عدل واستقامة رأي، أو «آذنتكم» بالحرب؛ لا سلم بيننا: إما الإيمان وإما القتل
﴿وَإِنْ أَدْرِي﴾ وما أدري ﴿أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ﴾ به من العذاب، أو «ما توعدون» به من القيامة ﴿لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ﴾ أي لعل تأخير العذاب عنكم في الدنيا اختبار لكم ﴿وَمَتَاعٌ﴾ تمتع ﴿إِلَى حِينٍ﴾ انقضاء آجالكم
﴿وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ﴾ المطلوب منه المعونة والنصر ﴿عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ به أنفسكم؛ من القوة والشجاعة، والانتصار على المؤمنين؛ أو «المستعان» الذي نستعين به ﴿عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ به الله تعالى؛ من الولد والشريك؛ فنقضي على هذه الفرية؛ بالقضاء على مروجيها ومعتقديها


الصفحة التالية
Icon