سورة القصص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿طسم﴾
(انظر آية ١ من سورة البقرة)
﴿نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى﴾ خبره ﴿بِالْحَقِّ﴾ بالصدق الذي لا مرية فيه؛ لا كقصص القصاصين، وأساطير الأولين
﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ﴾ طغى وتكبر، وجاوز الحق. و «فرعون»: لقب لملوك مصر السابقين. قيل: إن فرعون موسى: هو منفتاح الأول، ابن رمسيس الثاني ﴿وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً﴾ أي فرقاً. وهذا شأن الملوك المستبدين: يفرقون بين الأمة، ويجعلونها شيعاً وأحزاباً ﴿وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ﴾ أي يترك البنات أحياء للخدمة، أو يفعل بهن ما يخل بالحياء
﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ﴾ نتفضل وننعم ﴿عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ﴾ وظلموا، وغلبوا على أمرهم ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾ يهتدى بهم في الخير، ويقتدى بهم في الدين ﴿وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ للحكم والملك؛ بعد فرعون
﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ﴾ نجعل لهم مكانة ﴿فِي الأَرْضِ﴾ أرض مصر والشام ﴿وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ﴾ وزيره ومستشاره ﴿وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ﴾ أي من ﴿الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ﴾ وعلى رأسهم موسى وهرون ﴿مَّا كَانُواْ يَحْذَرونَ﴾ أي ما كانوا يخافون ويتوقعون: وهو القتل، وذهاب الملك. وقد كان لفرعون منجم؛ رأى له أن سيكون موته وذهاب ملكه على يد طفل من بني إسرائيل. فأمر عدو الله بقتل كل ولد يولد من بني إسرائيل. وذلك معنى قوله تعالى: ﴿يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ﴾
﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى﴾ وحي منام، أو إلهام. وقيل: وحي إعلام: بواسطة جبريل عليه الصلاة والسلام
-[٤٦٩]- ﴿فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ﴾ البحر ﴿وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ قد جمع الله تعالى في هذه الآية بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين وقد وضعته في صندوق وألقت به في اليم - كما أوحى إليها -


الصفحة التالية
Icon