﴿وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ﴾ التناول. أي وكيف لهم تناول الإيمان بعد فوات وقته
﴿وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ﴾ أي وقد كانوا يتكهنون بالغيب؛ ويقولون: لا بعث، ولا حساب
﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾ أي حيل بينهم وبين النجاة من العذاب الذي هم فيه؛ أو حيل بينهم وبين ما يشتهون في الدنيا: من مال، وأهل، وولد، أو حيل بينهم وبين ما يشتهونه: من الإيمان وقبوله منهم ﴿كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم﴾ أشباههم من الأمم السابقة.
سورة فاطر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ خالقهما ابتداء من غير مثال سبق ﴿جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً﴾ إلى الأنبياء بكلامه وهدايته، ورسلاً إلى الناس بنقمته ورحمته وهم من خاصة خلق الله تعالى. ومن خواصهم: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل. ولا حصر لهم عدداً ولا إحاطة بهم وصفاً ﴿أُوْلِي أَجْنِحَةٍ﴾ ذوي أجنحة ﴿مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ﴾ أي إن لبعضهم جناحان، ولبعضهم ثلاثة، ولبعضهم أربعة ﴿يَزِيدُ﴾ تعالى ﴿فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ﴾ أي يزيد في خلق ملائكته، أو يزيد في أجنحتهم؛ فقد رأى نبينا محمد جبريل عليه الصلاة والسلام - على صورته - ساداً ما بين الأفق. وقيل: إن إسرافيل عليه السلام له اثنا عشر ألف جناح. والزيادة في الخلق: تشمل كل خلق خلقه الله تعالى. فقد خلق تعالى الإنسان؛ والزيادة في خلقه: اعتداله وحسنه وجماله. وخلق العينان؛ والزيادة في خلقهما: حورهما. وخلق الصوت والزيادة في خلقه: ملاحته وحلاوته. وخلق الخط؛ والزيادة في خلقه: وضوحه وحسنه. وخلق الشعر؛ والزيادة في خلقه: إرساله وتهدله ونعومته
﴿مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ﴾ رزق، أو مطر، أو صحة، أو ما شاكل ذلك


الصفحة التالية
Icon