﴿فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بالمعجزات الظاهرات، والحجج الواضحات ﴿فَرِحُواْ﴾ أي فرح الكفار ﴿بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ﴾ الدنيوي ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ وقيل: فرح الرسل بما علموه من ربهم: من نصرتهم وخذل الكافرين ﴿وَحَاقَ﴾ نزل ﴿بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ أي حل بهم العذاب الذي كانوا يستهزئون به، وينكرون وقوعه
﴿فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا﴾ شاهدوا عذابنا الموعود ﴿قَالُواْ آمَنَّا﴾ حيث لا ينفع الإيمان وقتئذٍ
﴿فَلَمْ يَكُ﴾ طريقته وعادته ﴿الَّتِي قَدْ خَلَتْ﴾ مضت ﴿فِي عِبَادِهِ﴾ السابقين ﴿وَخَسِرَ هُنَالِكَ﴾ وقت نزول العذاب ﴿الْكَافِرُونَ﴾ خسروا حياتهم الدنيا بالموت، وحياتهم الأخرى بالجحيم
سورة فصلت
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿حم﴾ (انظر آية ١ من سورة البقرة) ﴿تَنزِيلٌ﴾ أي هذا القرآن
«تنزيل» ﴿مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ بعباده: أرسل لهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وأحاطهم بكل ما ينجيهم، وهيأ لهم أسباب الإيمان واليقين
﴿كِتَابٌ﴾ هو القرآن ﴿فُصِّلَتْ آيَاتُهُ﴾ بينت؛ بما احتوته من أحكام، وأوامر، ونواه
﴿بَشِيراً﴾ لمن اتبعه بالجنة ﴿وَنَذِيراً﴾ لمن خالفه بالنار ﴿فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ﴾ عن سماع هذا الكتاب وتدبره ﴿فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾ سماع تدبر
﴿وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ﴾ أغطية
-[٥٨٣]- ﴿وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ﴾ صمم ﴿وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ﴾ حائل ومانع؛ يحول دون اتباعك، وإيماننا بما جئت به. ولم يكن ثمة مانع سوى عنادهم واستكبارهم ﴿فَاعْمَلْ﴾ على دينك ﴿إِنَّنَا عَامِلُونَ﴾ على ديننا ﴿فَاسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ﴾ بالإيمان والطاعة عما فرط منكم؛ ليصلح دنياكم وآخرتكم