﴿ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ تكرار لذكر هذا اليوم للتهويل
سورة المطففين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَيْلٌ﴾ شدة عذاب. وقيل: هو واد في جهنم ﴿لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ الذين يبخسون الناس في الكيل والوزن؛ يفسره ما بعده
﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ﴾ أي كالوا منهم لأنفسهم ﴿يَسْتَوْفُونَ﴾ ما يكيلونه
﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ﴾ أي كالوا لهم ﴿يُخْسِرُونَ﴾ ينقصون. والتطفيف في الكيل والوزن: من أسوإ الأخلاق المسقطة للمروءة، الماحية للحسنات، المفسدة للإيمان، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ وقد صار للمشتري منك أمانة عندك؛ وهي أن تؤدي له ما اشتراه كاملاً غير منقوص. وصار للبائع لك أيضاً أمانة لديك؛ وهي أن تؤدي له ثمنه كاملاً، وتستوفي حقك منه بغير زيادة. فارع الله أيها المؤمن في دينك، واخش مولاك من فوقك هذا وقد كان قدماء المصريين يقطعون يمين مطفف الكيل والميزان
﴿أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ﴾ المطففون {أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ *
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} هو يوم القيامة
﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ﴾ من قبورهم ﴿لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ انتظاراً لثوابه، أو عقابة
﴿كَلاَّ﴾ أي ليس الأمر كما يظنون؛ من أنهم غير مبعوثين، ولا معذبين؛ بل ﴿إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ﴾ صحف أعمال الكفار والمطففين ﴿لَفِي سِجِّينٍ﴾ واد في جهنم. وقيل: إنه ديوان الشر؛ أمر الله تعالى أن تدون فيه أعمال الكفرة الفجرة
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ﴾ تهويل لشأنه
﴿كِتَابٌ مَّرْقُومٌ﴾ مسطور؛ بين الكتابة
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ الكافرين
﴿الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ يوم الجزاء
﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ﴾ متجاوز للحد ﴿أَثِيمٍ﴾ مرتكب للإثم
﴿أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾
أكاذيبهم
﴿كَلاَّ﴾ ردع وزجر عن قولهم ذلك ﴿بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ أي غطت على قلوبهم ذنوبهم؛ حتى حجبتها عن الفهم؛ فقالوا ما قالوا، وفعلوا ما فعلوا