﴿وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ﴾ من غير عمد
﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ فبعضها قائم، وبعضها منحدر، وبعضها كبير، وبعضها صغير؛ وما خفي منها في باطن الأرض أكبر مما ظهر. قال تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً﴾ وكل ذلك لحفظ توازن الأرض - أثناء دورانها - لئلا تميد بكم
﴿وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ بسطت رأي العين؛ ولو أنها في واقع الأمر كروية الشكل. وها قد وضحت الأدلة، وقامت البراهين - حتى بلغت حد اليقين - على وجود رب العالمين
﴿فَذَكِّرْ﴾ هؤلاء الكفار؛ بصنع العزيز الجبار، وبأنعمه تعالى عليهم، ووضوح أدلة وجوده وجوده ﴿إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ فلا عليك أن يهتدوا
﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ﴾ بمتسلط
﴿إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ﴾ فلا داعي لتذكيره. قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ﴿فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى﴾ أما ﴿مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ﴾ وطغى واستكبر؛ فيقابل بالسنان لا باللسان وبعد ذلك يرد إلى يوم القيامة
﴿فَيْعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ﴾ في النار وبئس القرار؛ بعد أن يلقى العذاب الأصغر في الدنيا؛ بالقتل، والأسر، والذل، وعذاب القبر
﴿إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ﴾ مرجعهم جميعاً
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ جزاءهم على ما فعلوه في دنياهم.
سورة الفجر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿وَالْفَجْرِ﴾ أقسم سبحانه وتعالى بالفجر؛ لما فيه من خشوع القلب، لحضرة الرب. وقيل: أريد بالفجر: النهار كله
﴿وَلَيالٍ عَشْرٍ﴾ هي عشر ذي الحجة؛ أقسم بها تعالى: لما يكتنفها من عبادات، ومناسك، وقربات وقيل: هي العشر الأواخر من رمضان
﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ أي والزوج والفرد؛ كأنه تعالى أقسم بكل شيء؛ لأن سائر الأشياء: إما زوجاً، وإما فرداً. أو هو قسم بالخلق والخالق
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ إذا يمضي. قيل: هي ليلة المزدلفة؛ لاجتماع الحجيج بها، وصلاتهم فيها، وقيامهم بمناسك حجهم
﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ﴾ الحجر: العقل؛ لأنه يحجر صاحبه عما لا ينبغي. أي هل في ذلك القسم الذي أقسمت به مقنع لذي عقل؟
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ﴾ هم قوم هود عليه السلام. وهي عاد الأول
-[٧٤٨]- ى


الصفحة التالية
Icon