سورة القدر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾ أي القرآن: نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا؛ وكان ذلك ﴿فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ أي في ليلة تقدير الأمور وقضائها؛ كقوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ وقيل: سميت بذلك؛ لشرفها وفضلها على سائر الليالي؛ وهي في العشر الأواخر من رمضان، ويرجح أن تكون في ليلة السابع والعشرين منه
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ تفخيم لها، وتعظيم لشأنها
﴿لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ في العظمة والشرف ﴿خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ فالعبادة فيها: تفضل العبادة في غيرها بأكثر من ثلاثين ألف ضعف
﴿تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ﴾ تنزل إلى السماء الدنيا، أو إلى الأرض ﴿وَالرُّوحُ﴾ جبريل عليه السلام. وخص بالذكر: لأنه النازل بالذكر. وقيل: «الروح» طائفة من الملائكة؛ حفظة عليهم، كما أن الملائكة حفظة علينا ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ﴾ ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِم﴾ بأمره وإرادته ﴿مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾ أي تنزل الملائكة لأجل كل أمر قضاه الله تعالى على مخلوقاته لتلك السنة
﴿سَلاَمٌ هِيَ﴾ أي لا يقدر الله تعالى فيها للمؤمنين المتقين إلا الأمن والسلامة ﴿حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ وبه يكون انتهاء الليلة. أو المراد بالسلام: ما يحدث في هذه الليلة المباركة من كثرة تسليم الملائكة على المؤمنين.
سورة البينة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ اليهود والنصارى؛ وكفرهم: تكذيبهم بمحمد عليه الصلاة والسلام ﴿وَالْمُشْرِكِينَ﴾ عبدة الأصنام والأوثان ﴿مُنفَكِّينَ﴾ منفصلين عن الكفر، تاركين له ﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ الحجة الواضحة؛ وهي الرسول عليه الصلاة والسلام؛ الذي ذكر في كتبهم
﴿رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً﴾ هي القرآن
﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ أي في هذه الصحف مكتوبات مستقيمة، ناطقة بالحق والعدل
﴿حُنَفَآءَ﴾ مؤمنين ﴿وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ﴾ الملة المستقيمة
﴿الْبَرِيَّةِ﴾ الخليقة
﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾ جنات الإقامة
-[٧٥٩]- من عدن في المكان: إذا أقام فيه ﴿خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً﴾ خلوداً دائماً؛ لا يخرجون منها ﴿رِّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ﴾ بقبول أعمالهم ﴿وَرَضُواْ عَنْهُ﴾ بثوابها (انظر آية ٢٢ من سورة المجادلة).


الصفحة التالية
Icon