سورة الزلزلة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ أي حركت واضطربت اضطراباً شديداً؛ لقيام الساعة
﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ ما في جوفها من الموتى، والكنوز
﴿وَقَالَ الإِنسَانُ﴾ الكافر ﴿مَا لَهَا﴾ يقول ذلك مستغرباً؛ لأنه لا يؤمن بالبعث. أما المؤمن فيقول: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾
﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ ينطقها الله تعالى - الذي أنطق كل شيء - فتشهد على كل واحد بما عمل على ظهرها؛ وذلك
﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ أي إن نطقها هذا بوحي منه تعالى
﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً﴾ متفرقين ﴿لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ﴾ أي ليروا جزاء أعمالهم
﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ﴾ وزن ﴿ذَرَّةٍ﴾ الذرة: النملة الصغيرة التي تذروها الرياح. وهومثل للصغر والقلة ﴿خَيْراً يَرَهُ﴾ أي يرى ثوابه
﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾ أي يرى عقابه.
سورة العاديات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً﴾ الخيل التي تجري، فتضبح. والضبح: صوت أنفاسها عند عدوها
﴿فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً﴾ التي تورى النار، وتقدحها بحوافرها. وهذا مشاهد عند جري الخيل؛ حين تصطدم حوافرها بقطع الصخر؛ فتقدح شرراً
﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً﴾ التي تغير على العدو صباحاً
﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً﴾ أي فهيجن بوقت الصبح غباراً
﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً﴾ أي توسطن بهذا الوقت جموع الأعداء. أقسم تعالى بالخيل الجياد، التي تغدو للجهاد؛ فتعدو فتورى النار، وتقدحها بحوافرها؛ لقوتها وشدة بأسها، فتغير على الأعداء، وتنزل بهم صنوف البلاء، وتثير الغبار، وتتوسط الجموع. وذلك للإشعار بعلو مرتبة الخيل، والحض على اقتنائها والاعتناء بشأنها ولا يخفى ما يترتب على ذلك من تعلم الفروسية، وإعداد العدة، وأخذ الأهبة للحرب والجهاد في سبيل الله تعالى
﴿إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ أي الكفور بأنعمه
﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ﴾ أي وإن الإنسان على كفره هذا وكنوده ﴿لَشَهِيدٌ﴾ يشهد على نفسه بكفر النعمة؛
-[٧٦٠]- حيث يظهر أثر ذلك عليه؛ فهو دائماً يشكو من الله ولا يشكره على أنعمه


الصفحة التالية
Icon