﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ﴾ المال ﴿لَشَدِيدٌ﴾ أي لأجل حبه للمال لبخيل ممسك
﴿أَفَلاَ يَعْلَمُ﴾ ذلك الكنود الكفور ما يحل به ﴿إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ بعث ما فيها من الموتى
﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ أي أخرج، وعلم ما فيها: من كفر وإيمان، وطاعة وعصيان، وشح وكرم
﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ﴾ وبما في قلوبهم ﴿لَّخَبِيرٌ﴾ فيجازيهم على ما قدموا: من خير أو شر.
سورة القارعة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿الْقَارِعَةُ﴾ القيامة؛ وسميت قارعة: لأنها تقرع القلوب بأهوالها
﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ تهويل لشأنها
﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ الفراش: هو الطائر الصغير الدقيق؛ الذي يتطاير حول النار. أو هو الجراد الصغير. وقد شبههم تعالى بالفراش؛ لكثرتهم وانتشارهم وضعفهم وذلهم، و «المبثوث» المتفرق المنتشر
﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ كالصوف المنتثر المتطاير؛ كقوله تعالى: ﴿فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً﴾
﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ أي زادت حسناته على سيئاته
﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ أي نقصت حسناته عن سيئاته، أو لم تكن له حسنات يعتد بها؛ كمن يتصنع الكرم مباهاة، أو العبادة رياء
﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ أي فمأواه النار. ويقال للمأوى: أم؛ لأن الأم: مأوى الولد ومفزعه.
سورة التكاثر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَّاثُرُ﴾ شغلكم التفاخر بالأموال والأولاد؛ عن طاعة الله
﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ أي شغلكم جمع المال، عن المآل؛ حتى أدرككم الموت، ودفنتم في المقابر. وقيل: «حتى زرتم المقابر» معددين سجايا آباءكم وأجدادكم
﴿كَلاَّ﴾ ردع عن التكاثر والتفاخر ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ عاقبة تكاثركم وتفاخركم
﴿ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ تكرير للتأكيد مما سوف يعلمونه، وأنه حاصل لا محالة
﴿كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ أي لو علمتم العلم الحقيقي، وتدبرتم وتفكرتم؛
لعرفتم الجحيم، ولخفتموها كأنكم ترونها. وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام: «أن تعبد الله كأنك تراه»
﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ أي ثم ترونها يقيناً يوم القيامة
أي تحاسبون وتؤاخذون على التنعم الذي شغلكم عن الطاعة ولم تقوموا بشكره


الصفحة التالية
Icon