(وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)
ثم إن صاحب كتاب توحيد الخالق ذكر في كتابه (العلم طريق الإيمان) ص٦٨ أن الجبال تكوّنتْ عن طريق خروجها من باطن الأرض في صورة براكين، وكما قلت سابقاً فإن نظرياتهم ترتبط بعضها ببعض فهم إنما قالوا ذلك لأجل دورانها السريع وبرزت الجبال من باطنها أثناء الدوران لحفظ توازنها.
وهذا قلب للحقيقة فإن الإلقاء يكون من أعلى إلى أسفل وقد ذكر الله ذلك في آيات عديدة من كتابه وصاحب كتاب توحيد الخالق شعر بالتعارض لكنه دَرَجَ على تذليل الصعوبات والحزونات ليزكوا هذا العلم ويصلح وهيهات، وهنا احتال فقال: فالجبال ألْقي بها من باطن الأرض ثم ذكر قوله تعالى: (وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) فتأمل الحيلة فإنه عَلِمَ أن آيات إلقاء الجبال معارضة فلذلك بحث عن آية أخرى لا تمت للموضوع بصلة حيث المراد منها البعث من القبور، ولما قرّب المسألة وهَوّن أمر التعارض بين نظرية بروز الجبال من باطن الأرض بهذه الآية أتى بقوله تعالى: (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ) على مراد المعطلة، ورسم صورة يزعم أنها تبين خروج الجبال من باطن الأرض.