اعْجَبوا لإلف قريش، وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتيهم في الشتاء إلى «اليمن»، وفي الصيف إلى «الشام»، وتيسير ذلك; لجلب ما يحتاجون إليه.
فليشكروا، وليعبدوا رب هذا البيت الذي يعتزون به -وهو الكعبة-، وبسببه نالوا الشرف والرفعة، وليوحدوه ويخلصوا له العبادة.
الذي أطعمهم من جوع شديد، وآمنهم من فزع وخوف عظيم.
أرأيت حال ذلك الذي يكذِّب بالبعث والجزاء؟
فذلك الذي يدفع اليتيم الذي مات أبوه وهو صغير بعنف وشدة عن حقه؛ لقساوة قلبه.
ولا يحضُّ غيره على إطعام المحتاج الذي لا يملك ما يكفيه ويسد حاجته، فكيف له أن يطعمه بنفسه؟
فعذاب شديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون، لا يقيمونها على وجهها، ولا يؤدونها في وقتها.
الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس.
ويمنعون إعارة ما لا تضر إعارته من الآنية وغيرها، فلا هم أحسنوا عبادة ربهم، ولا هم أحسنوا إلى خلقه.
إنا أعطيناك -أيها النبي- الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك نهر الكوثر في الجنة الذي حافتاه خيام اللؤلؤ المجوَّف، وطينه المسك.
فأخلص لربك صلاتك كلها، واذبح ذبيحتك له وعلى اسمه وحده.
إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور، هو المنقطع أثره، المقطوع من كل خير.