(مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) :
يعني علماً ضرورياً، فنفى أولاً البرهان النظري، وهو المراد بالسلطان، ثم العلم الضروري، وليس اللفظ بظاهر في هذا المعنى، بل الأحسن نفي العلم الضروري والنظريّ معاً.
(مَوْلاَكم)، أي وليُّكم وناصركم بدلالة ما بعد ذلك.
(مَكِين) : متمكّن، والمراد به رحم المرأة.
(ما كنَّا عن الخَلْقِ غافِلين) :
يحتمل أن يريد بالخلق المخلوقين، أو المصدر.
(ماءً بقَدَرٍ) : يعني المطر الذي ينزل من السماء، فتكون
منه العيون والأنهار.
وقيل يعني أنهاراً، وهي النيل والفرات ودجْلَة وسيْحَان.
ولا دليل على هذا التخصيص.
ومعنى بقَدَر: بمقدار معلوم لا يزيد عليه ولا ينقص عنه.
(ما هذا إلا بَشَرٌ مِثْلكم) المؤمنون:
هذا الكلام من قوم نوح لما قال لهم: إني رسول الله إليكم - استبعدوا أن تكون النبوءة لبشر، وأثبتوا الربوبية لحَجَر.
(مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ).
أي بمثل ما دعَوْتم إليه من عبادة الله، وهذا يدل على أنه كان قبل نوح فترة طويلة بينه وبين إدريس عليهما السلام.
(ما اسْتَكَانوا لرَبِّهم وما يَتَضرَّعون) :
قال بعض النحاة: استكان مشتق من السكون ووَزْنه افتعلوا مطّت فتحة الكاف فحدث عن مطها ألف، وذلك كالإشباع.
وقيل إنه من كان يكون فوزْنُه استفعلوا.
ومعنى الآية نفي التضرّع والتذلل.
فإن قلت: هَلاَّ قال: فما استكانوا وما تضرعوا، أو ما يستكينون وما
يتضرعون، باتفاق الفعلين في الماضي أو في الاستقبال؟