(مَزِيد) : يعني النظر إلى الله، كقوله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).
وقيل يعني ما لم يخطر في قلوبهم، كما ورد في الحديث:
إن الله قال: "أعْدَدْت لعبادي الصالحين ما لا عَيْن رأتْ، ولا أذن سمعَتْ، ولا خطر على قَلْب بشر".
(مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) :
هذا كقوله تعالى: (إنما تنذر الذين يَخْشَوْن ربّهم بالغيب)، لأنه لا ينفع التذكير إلا فيمن يخاف.
(ما يهْجَعون)، أي ينامون، بل كانوا يقطعون أكثر
الليل بالصلاة والتضرع والدعاء.
(المحروم) :
اختلف الناس في معناه حتى قال الشعبي:
أعياني أن أعلم ما الحروم.
والمعنى الجامع للأقوال كلها أن المحروم الذي حرمه
الله المال بأيّ وجْهٍ كان، والمحروم والمحارف بمعنى واحد، لأن المحارف الذي
انحرف عنه الرزق.
(ما خَطْبكم)، أي ما شَأنكم وخَبَركم، والخطْب أكثر
ما يقال في الشدائد.
(مَنْ كان فيها من الْمؤْمنين) : الضمير المجرور لقرية
قوم لوط، لأن الكلام يدل عليها، وإن لم يتقدم ذكرها.
والمراد بالمؤمنين لوط وأهله، أمرهم الله بالخروج من القرية لينجوا من العذاب الذي أصاب أهلها.
فإن قلت: قد وصفهم أولاً بالمؤمنين، ثم قال بعد: (فما وجَدْنَا فيها غَيْرَ
بَيْت من المسلمين)، فهل جمعوا الوصفين، وهل هما بمعنى واحد؟
فالجواب أنهم جمعوهما، ومعنى الإسلام الانقياد.
والإيمان هو التصديق، ثم إنهما يطلقان بثلاثة أوجه باجتماعهما كهذه الآية، وباختلاف المعنى، كقوله: (قالت الأَعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا).
فالإيمان والإسلام في هذا الموضع متباينان في المعنى.