(مفْلحون)، أي باقون، والفلاح الظفر أيضاً، ثم قيل لكل
من عقل وحزم وتكاملت فيه خلالُ الخير قد أفلح.
(مصلحون) :
يحتمل أن يكون جحوداً للكفر، لقولهم: آمنّا، أَو اعتقاداً أنهم على صلاح.
(مستهزئون) :
ساخرون، فجاوبهم الله بأنه يستهزئ بهم، أي يمْلِي لهم، بدليل قوله: (ويَمُدّهم).
وقيل: يفعل بهم في الآخرة ما يظهر لهم أنه استهزاء بهم، كقوله في الحديد:
(ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا).
وقيل: إنما سمي استهزاء بهم تسمية للعقوبة باسم الذنب، كقوله: (ومكَرُوا
ومَكر الله)، وإنما جاء (مستهزئون)، بجملة اسمية مبالغة
وتأكيداً، بخلاف قولهم: (آمَنَّا) فإنه جاء بالفعل لضعف إيمانهم.
(مَشَوْا فيه) : إن عاد الضمير إلى أصحاب المطر فالمعنى أنهم يمشون بضوء البرق إذا لاح لهم.
وإن رجع إلى المتقين فالمعنى أنهم يلوحُ لهم من الحق ما يقربون به من الإيمان.
فإن قيل: لم قال مع الإضاءة: كلّما - ومع الإظلام: إذا؟
فالجواب أنهم لما كانوا حراصاً على المشي ذكر معه كلما، لأنها تقتضي
التكرار والكثرة.
(مُتَشَابهاً) :
يحتمل أن يشبه ثَمَرَ الدنيا في جنْسه.
وقيل: يشبه بعضه بعضاً في المنظر، ويختلف في المطعم.
وأما قوله: (كِتَابا متشابهاً) فمعناه يصدق بعضه بعضاً، لا اختلاف فيه ولا تناقض)، كما قدمنا.
(مطهّرة).
أي من الحيض والبول والغائط، فهنّ مطهرات
خَلْقاً وخلقاً، محبّبات ومحبات، مسلَّمات من العلل والعيوب.


الصفحة التالية
Icon