قال السّهَيلي: في ندائه بالمدثر ما في ندائه بالمزمل.
وثالثة وهي أن العرب يقولون: النذير العريان للنذير الذي يكون في غاية
الجدّ والتشمير، والمتدثر بالثياب ضدّ هذا، فكأنه تنبيه على ما يجب من التشمير.
وقيل: إن هذه أول سورة نزلت من القرآن.
والصحيح: (اقرَأ باسْمِ رَبِّك).
(مسْتَنْفرَة) : بفتح الفاء: التي استنفرها الفزع، وبالكسر
، بمعنى النافرة.
وشبه الكفار بالحمر النافرة في جهلهم ونفورهم عن الإسلام.
ويعني حمير الوحش.
(منَشَّرة)، أي منشرة غير مطويّة، كما كتبت لم تطْو بعد.
وذلك أنهم قالوا لرسول الله - ﷺ -: لن نَتَّبِعك حتى تأتي كل واحد منّا بكتاب من السماء فيه: مِنْ رَبّ العالمين إلى فلان بن فلان - تأمر باتّباعك.
(ملْكا كَبِيرا) :
يعني كثرة ما أعطاهم اللَّهُ حتى أن أدنى
أهلِ الجنة منزلة مَنْ له مثل الدنيا وعشرة أمثاله معه حسبما ورد في الحديث.
وقيل: إن الملائكة تسلّم عليهم، وتستأذن عليهم، فهم بذلك كالملوك.
(منْذِر مَنْ يَخْشَاها)، أي إنما بعِثْتَ يا محمد لتنْذِر بها.
وليس عليك الإخبار بوقتها، وخصّ الإنذار بمن يخشاها لأنه هو الذي ينفعه
الإنذار.
(مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) :
أي مضيئة من السرور، وهو من قولك: أسفر الصبح إذا أضاء.
(مطفِّفين) :
التطفيف في اللغة هو البَخْس والنَّقْص، فسره بذلك الزمخشري، واختاره ابن عطية.
وقيل: هو تجاوز الحدّ في زيادة أو نقصان.
واختاره ابن الغرس، وهو أظهر، لأن المراد به بخْس حقوق الناس في المكيال والميزان بأن يزيد الإنسان على حقه، أو ينقص من حق غيره.