من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها " (١).
وأخرج مسلم وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي - ﷺ - أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا فقال: " سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالسنة (٢) فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها " (٣).
وأخرج أحمد والترمذي وحسّنه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - ﷺ - في هذه الآية فقال النبي - ﷺ -: " أما إنها كائنة- ولم يأت تأويلها بعد " (٤). والأحاديث في هذا الباب كثيرة وفيما ذكرناه كفاية.
_________
(١) ابن كثير ٢/ ١٤٠.
(٢) أي بالقحط.
(٣) ابن كثير ٢/ ١٤٠.
(٤) ابن كثير ٢/ ١٤٠.
(وكذب به) الضمير راجع إلى القرآن أو إلى الوعيد المتضمن في هذه الآيات المتقدمة أو إلى النبى - ﷺ - وفيه بعد، لأنه خوطب بالكاف عقيبه وادعاء الالتفات فيه أبعد، أو إلى العذاب، قاله الزمخشري: (قومك) المكذبون هم قريش وقيل كل معاند أي كذبوا به (وهو الحق) أي في كونه كتاباً منزلاً من عند الله أو لأنه واقع لا محالة.
(قل لست عليكم بوكيل) أي بحفيظ على أعمالكم حتى أجازيكم عليها قيل وهذه الآية منسوخة بآية القتال وقيل ليست بمنسوخة إذ لم يكن أيمانهم في وسعه.