[وقال أيضاً قوله تعالى] :﴿... صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين َ﴾ … ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: "اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضآلُّون" ١.

١ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٨٠٠). والحديث أخرجه الترمذي برقم (٢٩٥٤)، والإمام أحمد في المسند (٤/٣٧٨، ٣٧٩)، وأبو داود الطيالسي برقم (١٠٤٠)، وابن جرير في جامع البيان (١/١٨٥، ١٩٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١/٢٣)، وابن حبان في صحيحه مع الإحسان (١٦/١٨٣، ١٨٤) كلهم من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه. والحديث صحح أحمد شاكر إسناده. انظر جامع البيان الموضع المتقدم. وقال عبد الرحمن ابن أبي حاتم: ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافاً. يعني تفسير الآية بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر تفسيره (١/٢٣).

سورة البقرة
[قوله تعالى: ﴿الم﴾ ٢]... وقعت الإشارة بالحروف المقطَّعة في أوائل السور، أي: أنه في أسلوب كلامهم، وبلغتهم التي يتخاطبون بها، ألا ترى أنه يأتي بعد الحروف المقطعة بذكر القرآن٣؟، كما في قوله تعالى: {الم ذَلِك َ
٢ سورة البقرة، الآية: ١.
٣ هذا أحد الأقوال على قول من قال: إنه يُعرف تفسيرها وهو منسوب إلى قطرب والمبرد. انظر معاني القرآن وإعرابه (١/٥٥، ٥٦)، والمحرر الوجيز (١/٩٥)، والتفسير الكبير (٢/٧). وإلى هذا القول ذهب الزمخشري في الكشاف (١/٩٥-٩٧). قال الرازي: واختاره جمع عظيم من المحققين. انظر التفسير الكبير (٢/٧). وإن أردت الاطلاع على جميع الأقوال في الحروف المقطعة فانظر التفسير الكبير (٢/٣-٨)، والبحر المحيط (١/١٥٦) وما بعدها، والبرهان في علوم القرآن (١/١٧٢-١٧٦)، والتحرير والتنوير (١/٢٠٧)، وقد ذكر العلامة ابن كثير في تفسيره (١/٣٩) ما يفيد ترجيح هذا القول أعني الذي ذكره المؤلف هنا ثم قال: "وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية، وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي، وحكاه لي عن ابن تيمية".


الصفحة التالية
Icon