تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة
القسم الثّاني
هذا هو القسم الثّاني؛ من هذا البحث؛ الّذي استخرج فيه الباحثُ (تفسيرَ ابن أبي العزّ) من خلال مؤلّفاته، وجَمَعَه وعَلَّقَ حواشيَه. وكان القسم الأوّل منه نُشر في العدد الماضي (١٢٠) وكان يتضمّن تفسير الإمام ابن أبي العزّ؛ من أوّل سورة الفاتحة إلى آخر سورة النّحل، وسبق ذلك تقديمٌ تناول التّعريفَ بموضوع البحث، وأسباب اختياره، وخطّته، والتّعريف بابن أبي العزّ
سورة الإسراء
قوله تعالى ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاق﴾ ١ خص هذه الصورة بالنهي؛ لأنها هي الواقعة، لا لأن التحريم يختص بها٢.
قوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً﴾ ٣. فيها - للمتأخرين - قولان٤. أحدهما: لاتخذوا سبيلاً إلى مغالبته. والثاني: - وهو الصحيح المنقول عن السلف، كقتادة٥ وغيره، وهو الذي ذكره ابن جرير لم يذكر غيره٦ -: لاتخذوا سبيلاً بالتقرب إليه، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾ ٧؛ وذلك أنه قال: ﴿لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُون﴾ وهم

١ سورة الإسراء، الآية: ٣١.
٢ التنبيه على مشكلات الهداية، ص (٥٧) تحقيق عبد الحكيم. وما ذكره ابن أبي العز في سبب التنصيص على الإملاق ـ وهو الفقر ـ قاله ابن جزي في التسهيل (٢/ ٤٧) وأشار إليه الكيا الهراسي في أحكام القرآن (٣/٢٥٨)، وأبو حيان في البحر (٤/ ٢٥١).
٣ سورة الإسراء، الآية: ٤٢.
٤ ممن ذكر القولين الزجاج في معاني القرآن (٣/٢٤١)، والنحاس في معاني القرآن الكريم (٤/١٥٩)، والماوردي في النكت والعيون (٣/٢٤٥)، والسمعاني في تفسير القرآن (٣/٢٤٣)، والبغوي في معالم التنزيل (٣/١١٦).
٥ أخرجه عبد الرزاق في تفسيرالقرآن (٢/٣٧٨) عن قتادة بإسناد صحيح، وكذلك أخرجه الطبري في تفسيره (١٧/٤٥٤) عن قتادة بإسناد رجاله ثقات.
٦ انظر جامع البيان (١٧/٤٥٣، ٤٥٤).
٧ سورة الدهر، الآية: ٢٩.


الصفحة التالية
Icon