يكون من الأفعال العامة مثل الكون والاستقرار والحصول ونحو ذلك، أو يقدر: مكتوب في كتاب، أو في رق. والكتاب: تارة يذكر ويراد به محل الكتابة، وتارة يذكر ويراد به الكلام المكتوب، ويجب التفريق بين كتابة الكلام في الكتاب، وكتابة الأعيان الموجودة في الخارج فيه؛ فإن تلك١ إنما يُكتب ذكرها، وكلما تدبر الإنسان هذا المعنى وضح له الفرق٢.

١ الإشارة ترجع إلى الأعيان الموجودة في الخارج.
٢ شرح العقيدة الطحاوية، ص (١٩٣، ١٩٤) وانظر- أيضاً- التنبيه على مشكلات الهداية، ص (١٧٥، ١٧٦) تحقيق عبد الحكيم. وانظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٢/٢٣٩، ٢٤٠) فقد بحث هذه الآية بنحو هذا، ولعل المؤلف أخذ هذا منه. وقد ساق ابن تيمية وابن أبي العز تفسير هذه الآية ـ عرضاً ـ أثناء كلامهما على مسألة أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق.

سورة النمل
قول-هـ تعالى - حكاية عن بلقيس -: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ ٣ المراد من كل شيء يحتاج إليه الملوك٤، وهذا القيد يُفهم من قرائن الكلام؛ إذ مراد الهدهد أنها ملكة كاملة في أمر الملك، غير محتاجة إلى ما يكمل به أمر ملكها٥.
والعرش في اللغة عبارة عن السرير الذي للملك٦ وليس هو فلكاً،
٤ انظر جامع البيان (١٩/٤٤٦)، ومعاني القرآن وإعرابه (٤/١١٥)، ومعاني القرآن الكريم (٥/١٢٥) فقد فسر مؤلفوها بهذا.
٥ شرح العقيدة الطحاوية، ص (١٨١).
٦ انظر معاني القرآن وإعرابه (٤/١١٥)، وتفسير غريب القرآن للسجستاني، ص (١١٩)، وتهذيب اللغة (١/٤١٣) (عرش).


الصفحة التالية
Icon