سورة فصلت
قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ﴾ ١ فهو - وإن كان هدى وشفاء مطلقاً - لكن لما كان المنتفع بذلك هم المؤمنين، خُصوا بالذكر٢.
قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ ٣ أي: القرآن ٤، فإن-هـ هو المتقدم في قول-هـ: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ ٥ ثم قال: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ فشهد - سبحانه - لرسوله بقوله: إن ما جاء به حق، ووعد أن يُري العباد من آياته الفعلية الخلقية ما يشهد بذلك أيضاً، ثم ذكر ما هو أعظم من ذلك كله وأجل، وهو شهادته - سبحانه - على كل شيء، فإن من أسمائه (الشهيد) الذي لا يغيب عنه شيء، ولا يعزب عنه، بل هو مطلع على كل شيء مشاهد له، عليم بتفاصيله٦.

١ سورة فصلت، الآية: ٤٤.
٢ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٧).
٣ سورة فصلت، الآية: ٥٣.
٤ هو أحد الأقوال في هاء الكناية. انظر النكت والعيون (٥/١٨٩)، وتفسير القرآن للسمعاني (٥/٦١)، ومعالم التنزيل (٤/١١٨)، والجامع لأحكام القرآن (١٥/٣٧٥). وعلى هذا القول اقتصر طائفة من المفسرين، منهم الواحدي في الوسيط (٤/٤١)، وأبو حيان في البحر (٧/٤٨٣)، وبرهان الدين البقاعي في نظم الدرر (١٧/٢٢٦). وبه فسّر شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٣/٢٣١) وخطأ قول من قال: إن هاء الكناية يعود إلى الله.
٥ سورة فصلت، الآية: ٥٢.
٦ شرح العقيدة الطحاوية، ص (٥١).


الصفحة التالية
Icon