الخصومات بالحق، وقيل هو الفهم (ونجيناه من القرية) هي سدوم كما تقدم (التي كانت تعمل) أي يعمل أهلها، ففيه مجاز عقلي (الخبائث) هي اللواطة والضراط، وحذف الحصى والرمي بالبندق واللعب بالطيور وغير ذلك كما سيأتي.
ثم علل سبحانه ذلك بقوله: (إنهم كانوا قوم سوء فاسقين) أي خارجين عن طاعة الله
(وأدخلناه) بإنجائنا له من القوم المذكورين (في) أهل (رحمتنا) وقيل في النبوة، وقيل في الإسلام، وقيل في الثواب، وقيل في الجنة (إنه من الصالحين) الذين سبقت لهم منا الحسنى.
(و) اذكر (نوحاً إذ نادى) ربه (من قبل) أي من قبل هؤلاء الأنبياء المذكورين وبعث وهو ابن أربعين سنة، ومكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعاش بعد الطوفان ستين سنة. فتكون مدة عمره ألفاً وخمسين سنة كذا في التحبير، وكان عليه السلام أطول الأنبياء عمراً وأشدهم بلاء.
والمعنى دعا على قومه بقوله رب: لا تذر إلخ، دعاء تفصيلياً ودعا دعاء آخر إجمالياً، بقوله: إني مغلوب فانتصر، وإما نبينا محمد ﷺ فدعا لقومه بالهداية بقوله: رب اهد قومي فإنهم لا يفهمون كما فهمنا ولذلك ورد أن أمة محمد ﷺ ثلثا أهل الجنة ولهم ثلاثة أرباع الجنة، بل تسعة أعشارها وبقية الأمم لهم العشر، ذكره السنوسي في شرح الصغرى.
(فاستجبنا له) دعاءه (فنجيناه وأهله) أي المؤمنين منهم (من الكرب العظيم) أي من الغرق بالطوفان وتكذيب قومه له، والكرب الغم الشديد
(ونصرناه) نصراً مستتبعاً للانتقام، وقيل منعناه (من القوم الذين كذبوا بآياتنا) الدالة على رسالته أي من أن يصلوا إليه بسوء؛ وقيل من بمعنى على.