بالعذاب) إلى آخر الآية (١)، وأصل الحديث في الصحيحين أن رسول الله ﷺ دعا على قريش حين استعصوا فقال: " اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف " الحديث (٢)، وأخرج البيهقي وغيره عن ابن عباس أن ابن أثال الحنفي لما أتى رسول الله ﷺ وهو أسير فخلى سبيله لحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز، فجاء أبو سفيان إلى رسول الله ﷺ فقال: " أليس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال: بلى قال: فلقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع " فأنزل الله هذه الآية.
وعن علي بن أبي طالب في الآية قال: " أي لم يتواضعوا في الدنيا ولم يخضعوا ولو خضعوا لله لاستجاب لهم ".
_________
(١) المستدرك كتاب التفسير ٢/ ٣٩٤.
(٢) البخاري كتاب الدعوات باب ٥٨ - الترمذي تفسير سورة ٤٤/ ١.
(حتى) ابتدائية (إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد) قيل هو عذاب الآخرة، وقيل قتلهم يوم بدر بالسيف. قاله ابن عباس. وقيل القحط الذي أصابهم. وقيل فتح مكة. وقيل قيام الساعة (إذا هم فيه مبلسون) أي متحيرون لا يدرون ما يصنعون، والإبلاس التحير والأياس من كل خير. وقرئ مبلَسون بفتح اللام من أبلسه أي أدخله في الإبلاس والبلاس، مثل سلام المسح وهو فارسي معرب، وأبلس أيس، وقد تقدم في الأنعام.
(وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة) امتنّ الله سبحانه عليهم ببعض النعم التي أعطاهم، والمقصود به التقريع والتوبيخ بالنسبة للكافرين وتذكير النعم بالنسبة للمؤمنين وهي نعمة السمع والبصر والفؤاد


الصفحة التالية
Icon