فإنّه لا يحضرك وبالحري لا يضرك " (١).
_________
(١) الإمام أحمد ٢/ ١٦١.
(حتى إذا جاء أحدَهم الموتُ) حتى هي الابتدائية دخلت على الشرطية، وهي مع ذلك غاية لما قبلها متعلقة بقوله لكاذبون. وقيل بيصفون والمراد بمجيء الموت مجيء علاماته، أي رأس مقعده من النار ومقعده من الجنة لو آمن (قال) أي ذلك الأحد الذي حضره الموت تحسراً وتحزناً على ما فرط منه.
(رب ارجعون) أي ردوني إلى الدنيا، وإنما قال بضمير الجماعة لتعظيم المخاطب، وقيل هو على معنى تكرير الفعل، أي ارجعني ارجعني ارجعني، قاله أبو البقاء، ومثله قوله تعالى: (ألقيا في جهنم) قال المازني: معناه ألق ألق، وهكذا قيل في قول امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
ومثله قول الحجاج: يا حرسي اضربا عنقه. وقول الآخر:
ألا فارحمون يا إله محمد
وقيل إنهم لما استغاثوا بالله قال قائلهم: رب؛ ثم رجع إلى مخاطبة الملائكة فقال: ارجعون
(لعلي أعمل) عملاً (صالحاً) في الدنيا إذا رجعت إليها من الإيمان وما يتبعه من أعمال الخير.
أخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: إذا أدخل الكافر في قبره فيرى مقعده من النار، قال: (رب ارجعون) أتوب وأعمل صالحاً، فيقال له قد عمّرت ما كنت معمِّراً، فيضيق عليه قبره، فهو فالمنهوش ينازع ويفزع، تهوي إليه حيات الأرض وعقاربها.
وعن ابن جريج قال: زعموا أن النبي ﷺ قال لعائشة: " إن المؤمن إذا عاين الملائكة، قالوا: نرجعك إلى الدنيا؟


الصفحة التالية
Icon