الشرب بالكسر، وبه قرأ الجمهور فيهما، وقرئ بالضم فيهما.
والأمر الثاني:
(ولا تمسوها بسوء) أي بعقر أو ضرب أو شيء مما يسوءها وجواب النهي (فيأخذكم عذاب يوم عظيم) لحلول العذاب فيه، ووصف اليوم به أبلغ من وصف العذاب، لأن الوقت إذا عظم بسببه كان موقعه من العظم أشد.
(فعقروها) يوم الثلاثاء أي عقرها قدار، وضرب بالسيف في ساقيها وكان ابن زنا قصيراً دميماً ولكنهم راضون به فأضيف إليهم.
(فأصبحوا نادمين) على عقرها لما عرفوا أن العذاب نازل وذلك أنه أنظرهم ثلاثاً فظهرت عليهم العلامة في كل يوم، وندموا حيث لا ينفع الندم، لأن ذلك لا يجدي عند معاينة العذاب، وظهور آثاره، ولأن مجرد الندم ليس توبة.
(فأخذهم العذاب) الذي وعدهم به يوم السبت وهو أنهم في اليوم الأول أي الأربعاء قد اصفرت وجوههم، ثم احمرت في الخميس، ثم اسودت في الجمعة وفي قول مقاتل أنه خرج في أبدانهم خراج مثل الحمص؛ فكان في اليوم الأول أحمر ثم صار من الغد أصفر، ثم صار في الثالث أسود، وكان عقر الناقة يوم الأربعاء وهلاكهم يوم الأحد، انفقعت فيه تلك الخراجات وصاح عليهم جبريل صيحة فماتوا بالأمرين وكان ذلك ضحوة. وقد تقدم تفسير قوله:
(إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) وفيه إيماء بأنه لو آمن أكثرهم أو شطرهم لما أخذوا بالعذاب، وأن قريشاً إنما عصموا من مثله ببركة من آمن منهم
(وإن ربك لهو العزيز الرحيم) تقدم تفسيرها أيضاً في هذه السورة.


الصفحة التالية
Icon