النساء، وقال ابن السكيت: الرهط والعترة بمعنى، وقال الأصمعي: الرهط ما فوق العشرة إلى الأربعين، ونقله ابن فارس أيضاً.
والجمع أرهط وأراهط، وهؤلاء التسعة هم أصحاب قدار، عاقر الناقة، وكانوا عتاة قوم صالح. وقد اختلف في اسماء هؤلاء التسعة اختلافاً كثيراً لا حاجة إلا التطويل بذكره، ثم وصف هؤلاء بقوله:
(يفسدون في الأرض ولا يصلحون) أي شأنهم وعملهم الفساد في الأرض لا في المدينة فقط، فساداً لا يخالطه شيء من الإصلاح، قيل: كانوا يتبعون معائب الناس، ولا يسترون عوراتهم. وقيل: كانوا يظلمون ولا يمنعون الظالمين.
(قالوا تقاسموا) أي قال بعضهمِ لبعض: حلفوا (بالله) هذا على أن (تقاسموا) فعل أمر ويجوز أن يكون فعلاً ماضياً مفسراً لـ (قالوا) كأنه قيل: ما قالوا؟ فقال: تقاسموا، أو قالوا ذلك متقاسمين، وإليه ذهب الزمخشري وقرأ ابن مسعود (تقاسموا بالله) ليس فيها قالوا.
(لنبيتنه) اللام جواب قسم، أي لنأتينه بغتة في وقت البيات، فنقتله ليلاً (وأهله) أي من آمن به، وكانوا أربعة آلاف (ثم لنقولن لوليه) بالنون للمتكلم وقرئ بالتحتية وبالفوقية على خطاب بعضهم لبعض، والمراد بـ (ولي) صالح رهطه، الذين لهم ولاية الدم.
(وما شهدنا مهلك أهله) أي: ما حضرنا قتلهم، ولا ندري من قتله وقتل أهله ونفيهم لشهودهم لكان الهلاك يدل على نفي شهودهم لنفس القتل بالأولا، وقيل: إن المهلك بمعنى الإهلاك، قرئ مهلك بفتح الميم واللام وبكسر اللام.
(وإنا لصادقون) فيما قلناه من إنكار لقتلهم، قال الزجاج: وكان هؤلاء النفر تحالفوا أن يبيتوا صالحاً وأهله، ثم ينكروا عند أوليائه أنهم ما فعلوا ذلك ولا رأوه، وكان هذا مكراً منهم، ولهذا قال الله سبحانه:


الصفحة التالية
Icon