وقالت طائفة: البعل هناك ملك، وقال إسحق امرأة كانوا يعبدونها، قال الواحدي والمفسرون يقولون: رباً وهو بلغة اليمن يقولون للسيد والرب البعل قال النحاس: القولان صحيحان أي أتدعون صنماً عملتموه رباً، وكان موضعه يقال له: بك فركب وصار: بعلبك وهو من بلاد الشام.
(وتذرون أحسن الخالقين) أي تتركون عبادة أحسن من يقال له: خالق بأي معنى كان كما قاله الآمدي، وانتصاب الاسم الشريف في قوله:
(الله ربكم ورب آبائكم الأولين) على أنه بدل من أحسن هذا على قراءة حمزة والكسائي والربيع بن خيثم وابن أبي إسحق وغيرهم منهم قرأوا بنصب الثلاثة الأسماء، وقيل: النصب على المدح. وقيل: على عطف البيان، وحكى أبو عبيد: أن النصب على النعت. قال النحاس: وهو غلط، وإنما هو بدل ولا يجوز النعت لأنه ليس بتحلية، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وغيرهما بالرفع. قال أبو حاتم: بمعنى هو الله ربكم، قال النحاس وأولى ما قيل أنه مبتدأ وخبر بغير إضمار ولا حذف، وحكي عن الأخفش: أن الرفع أولى وأحسن. قال ابن الأنباري: من رفع أو نصب لم يقف على أحسن الخالقين على جهة التمام لأن الله مترجم عن أحسن الخالقين على الوجهين جميعاً، والمعنى أنه خالقكم وخالق من قبلكم فهو الذي تحق له العبادة.
(فكذبوه فإنهم) بسبب تكذيبه (لمحضرون) في العذاب أو في النار، وقد تقدم أن الإحضار المطلق مخصوص. بالشر
(إلا عباد الله المخلصين) أي من كان مؤمناً به من قومه، قرىء بكسر اللام وفتحها كما تفم، والمعنى: على الكسر أنهم أخلصوا لله وعلى الفتح أن الله استخلصهم من عباده، والاستثناء متصل، وفيه دلالة على أن في قومه من لم يكذبه فلذلك استثنوا،
وقد تقدم تفسير قوله: (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلَامٌ عَلَى آل يَاسِينَ) قرأ نافع وابن عامر: بإضافة آل بمعنى آل ياسين، وقرأ الباقون