يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٧١)
(يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون) أي يقال لهؤلاء المتقين المتحابين في الله بهذه المقالة تشريفاً لهم وتطييباً لقلوبهم، فيذهب عند ذلك خوفهم، ويرتفع حزنهم
(الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين) لله منقادين له مخلصين في أمر الدين.
(ادخلوا الجنة) أي يقال لهم ذلك، قال مقاتل، إذا وقع الخوف يوم القيامة نادى مناد يا عبادي لا خوف عليكم، فإذا سمعوا النداء رفع الخلائق رؤوسهم فيقال: الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين، فينكس أهل الأوثان رؤوسهم غير المسلمين.
(أنتم وأزواجكم) المراد بها نساؤهم المؤمنات وقيل قرناؤهم من المؤمنين وقيل زوجاتهم من الحور العين (تحبرون) تكرمون أو تنعمون أو تفرحون أو تسرون أو تعجبون أو تلذذون بالسماع، والأولى تفسير ذلك بالفرح والسرور الناشئين عن الكرامة والنعمة، ناداهم بأربعة أمور الأول نفي الخوف، والثاني نفي الحزن، والثالث الأمر بدخول الجنة، والرابع البشارة بالسرور.
(يطاف عليهم بصحاف من ذهب) جمع صحفة وهي القصعة الواسعة العريضة، قال الكسائي أعظم القصاع الجفنة، ثم القصعة، وهي تشبع عشرة ثم الصحفة، وهي تشبع الخمسة، ثم الميكلة، وهي تشبع الرجلين أو الثلاثة، والمعنى أن لهم في الجنة أطعمة يطاف عليهم بها في


الصفحة التالية
Icon