علوم القرآن أو أصول التفسير
ومن هذه الموضوعات التى أرى ضرورة عرضها هنا هو ما سمى بعلوم القرآن وأصول التفسير. وهو علم نشأ من اشتغال العلماء بتفسير القرآن، إذ لا يمكن الإقدام على التفسير إلا بعد الإلمام بموضوعاته، كالوحى، ونزول القرآن ومتى وكيف نزل. وأول ما نزل وآخر ما نزل، والمكى والمدنى، وأسباب النزول.
والمحكم والمتشابه ونزول القرآن على سبعة أحرف، والعام والخاص، والناسخ والمنسوخ إلى غير ذلك مما يعد أساسا للتعرض لتفسير القرآن ولذلك سماه بعض العلماء المؤلفين «بأصول التفسير.. »
وقد وفاه المؤلفون من العلماء القدامى. حقه، وكتبوا فيه كتبا مطولة ومختصرة من قديم «كالبرهان» للزركشى «والاتقان» للسيوطى، كما كتب المحدثون لطلابهم فى الدراسات العليا كتبا مناسبة للدراسة..
غير أن هذا العلم ظل قاصرا على العلماء والدارسين فى قاعات الدرس، ليس لدى المثقفين عامة أى إلمام به.. مع ضرورة هذا لكل مسلم متعلم.
ومن أجل ذلك عنيت بهذه الناحية، وعملت على صياغة هذه الموضوعات، وتقديمها لعامة المثقفين، وللدارسين أيضا بأسلوب سهل سلس. يجذب القارئ ويشده إليه، ويعطيه المعلومات الكافية فى موضوعه، وسميته أيضا «علوم القرآن» وصدرت طبعته الأولى فى سنة ١٩٧٩ م- ١٣٩٩ هـ بمناسبة قدوم القرن الخامس عشر الهجرى، أصدرته دار الكتاب اللبنانى المصرى بالقاهرة، وأعيد طبعه مع تنقيحات وزيادات..
[تجريد التفاسير القديمة]
ونظرا لأن حاجة العصر الآن، تقتضى السرعة والتخفيف على القارئ.
وتقديم وجبة دسمة له فى أصغر حجم ممكن، فقد تاقت نفوس القراء إلى اختصار الكتب المطولة، وتجريدها مما لا يحتاجون إليه، ومما علق به مما يسيء


الصفحة التالية
Icon