بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
تقديم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه ونصره ووالاه إلى يوم الدين.وبعد
ففروع العلم كثيرة متشعبة، وشرف كل علم إما بشرف موضوعه، وإما لشدة الحاجة إليه.
والحكمة مقسومة بين العباد لم تؤثر بها الأزمنة، ولا خصّت بها الأمكنة، بل هى باقية إلى يوم القيامة، يؤتيها الله من يشاء من عباده، والعلم ضالة لا يوجدها إلا جد الطالب،
وظهر لا يركبه إلا استظهار الراغب، وعقبة لا يصعدها إلا الصابر الدائب، ودرجة لا يرتقيها إلا الباحث المواظب، وإنما يتفاضل الناس فيه بالاجتهاد والدأب وحسن الارتياد، ومن أدمن قرع الباب فيوشك أن يدخل، ومن واصل السير فأحرى به أن يصل.
وهذا كتاب ممتاز بعنوان: (القول السديد فى علم التجويد) للأخ الكريم الأستاذ/ على الله بن على أبو الوفا.
ويمتاز هذا الكتاب بسعة قضاياه ومسائله، وكثرة أمثلته وشواهده، وقد ابتدأ المؤلف هذا الكتاب بذكر فضل القرآن وآداب تلاوته وسماعه، وختمه بمبحث التكبير، وتضمن هذا الكتاب تسعة فصول، كل فصل منها اشتمل على عدة مباحث.
وقد اعتمد المؤلف فى هذا الكتاب على ثمانية وعشرين مرجعا خاصة بعلم القراءات، وغير هذه الشيء الكثير من مصادر لم يذكرها المؤلف فى قائمة المصادر والمراجع أتت فى كتابه؛ ككتب الحديث والتفسير والتاريخ والموسوعات وغيرها، وهذا يدل على سعة ثقافة المؤلف فى شتى العلوم وليس القراءات فقط، كما يدل على مدى الجهد الذى بذله فى