ومولده سنة عشرين ومائة.
وقرأ على نافع سنة خمسين، واختص به كثيرا فيقال: إنه كان ابن زوجته وهو الذي لقبه قالون لجودة قراءته، فإن قالون بلغة الروم جيد، وكان قالون قارئ المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق، فإذا اقرئ عليه القرآن يسمعه.
وقال: قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه، وقال: قال لي نافع:
كم تقرأ علىّ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك.
ب- وورش:
هو عثمان بن سعيد المصري وكنيته أبو سعيد وقيل: أبو عمرو، وقيل:
أبو القاسم، وورش لقب له.
توفي بمصر سنة سبع وتسعين ومائة ومولده سنة عشر ومائة.
رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع، فقرأ عليه ختمان في سنة خمس وخمسين ومائة ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في اللغة العربية ومعرفته بالتجويد، وكان حسن الصوت.
قال يونس بن عبد الأعلى: كان ورش جيد القراءة حسن الصوت يهمز ويمدّ ويشدّد ويبين الإعراب لا يمله سامعه.
٢ - والثاني ابن كثير
: هو أبو معبد عبد الله بن كثير بن عمرو بن زاذان قرأ على أبي السائب عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي.
وقرأ عبد الله بن السائب على أبي بن كعب وعمر بن الخطاب وقرأ أبي وعمر رضي الله عنهما على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
وتوفي ابن كثير سنة عشرين ومائة بغير شك، ومولده سنة خمس وأربعين.
وكان أعلم الناس في القراءة بمكة ولم ينازعه فيها منازع، وكان فصيحا بليغا أبيض اللحية طويلا أسمر جسيما أشمل عليه السكينة والوقار، لقى من الصحابة عبد الله وأبا أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك رضي الله عنهم.


الصفحة التالية
Icon