[مقدمة المؤلف]

[خطبة الكتاب]
بسم الله الرّحمن الرّحيم (١) الحمد لله (٢) الذي نوّر قلوب أهل القرآن بنور معرفته تنويرا، وكسا (٣) وجوههم من إشراق ضياء بهجته نورا، وجعلهم من خاصة أحبابه إكراما لهم وتوقيرا، فجعل صدورهم أوعية كتابه ووفقهم لتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ليعظم لهم بذلك أجورا، فترى وجوههم كالأقمار تتلألأ من الإشراق
ـــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرّحمن الرّحيم قال سيدنا ومولانا قاضي القضاة، شيخ المشايخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، عمدة المحققين، زين الملة والدين، أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعيّ، متع الله
(١) الباء فيها قيل: إنها زائدة فلا تحتاج إلى ما تتعلق به، أو للاستعانة، أو للمصاحبة، متعلقة بمحذوف، إما أن يكون فعل والتقدير أبدأ أو أفعل، أو متعلقة باسم، أو متعلقة بحال، أي ابتدئ متبركا ومستعينا بالله، أو مصدر مبتدأ خبره محذوف، أي ابتدائي باسم الله ثابت أو دائم، والله أعلم على الذات العلية الواجبة للوجود المستحقة لجميع المحامد، والرحمن الرحيم: اسما مبالغة مشتقان من الرحمة، على وزن فعلان وفعيل، وقيل: إن الرحمن: يعم جميع الخلق، والرحيم مختص بالمؤمنين، وانظر: «نهاية المحتاج» للشمس الرملي (١/ ١٦ - ٢٠) «القاموس المحيط» (٤/ ٣٤٤)، «شرح جوهرة التوحيد» (٣).
(٢) افتتح المصنف- رحمه الله- بعد التيمن بالبسملة بحمد الله، أداء لحق شيء مما يجب عليه نظير إنعام الله عليه بإنجاز هذا الكتاب، واقتداء بالقرآن الكريم، وبالسنة النبوية المطهرة، حيث كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفتتح خطبه دائما بالحمد، ولم ينقل عنه غير ذلك، وأما حديث كل أمر ذي بال فقد اختلفت فيه أنظار النقاد والراجح: ضعفه وانظر «فتح الباري» شرح حديث «إنما الأعمال» رقم (١).
(٣) كسا: ألبس: أي جعل على وجوههم لباس النور دليلا على التقوى والطاعة.


الصفحة التالية
Icon