سورة النور مدنية (١)
وهي ستون وآيتان في المدنيين والمكي، وأربع في عدّ الباقين، اختلافهم في آيتين: بالغدوّ والآصال، ويذهب بالأبصار، وهو الثاني لم يعدّهما المدنيان والمكي، وكلهم عدّ القلوب والأبصار، وكلمها ألف وثلاثمائة وست عشرة كلمة، وحروفها خمسة آلاف وستمائة وثمانون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان، لهم عذاب أليم بعده في الدنيا والآخرة، ولو لم تمسسه نار، يجوز في سورة الرفع والنصب فبالرفع قرأ الأمصار على الابتداء أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هذه سورة، وقرأ عيسى بن عمر بالنصب على الاشتغال، أي: أنزلنا سورة أنزلناها أو بتقدير اتل سورة وسوّغ الابتداء بالنكرة الوصف المقدر كأنه قيل سورة معظمة أنزلناها وأَنْزَلْناها جائز، إن كان ما بعده مستأنفا، وأما الوقف على وفرضناها. فإن جعل لعلكم تذكرون متصلا بأنزلنا حسن الوقف عليه، وإن جعل متصلا بفرضناها لا يحسن الوقف عليه مِائَةَ جَلْدَةٍ حسن فِي دِينِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن الشرط الذي بعده ما قبله قد قام مقام جوابه، وهو فعل النهي وَالْيَوْمِ الْآخِرِ حسن مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كاف أَوْ مُشْرِكَةً جائز، ومثله: أو مشرك عَلَى الْمُؤْمِنِينَ تامّ ثَمانِينَ جَلْدَةً جائز، إن كان القاذف حرّا، وإن كان عبدا أربعين، ولا بدّ أن يكون المقذوف عفيفا من الزنا حتى لو زنى في عمره
ـــــــــــــــــــــــــ
أبو عمرو في الأول والثالث: تامّ تَعْلَمُونَ حسن لا تُرْجَعُونَ تامّ، وكذا: الكريم عِنْدَ رَبِّهِ كاف الْكافِرُونَ تامّ، وكذا: آخر السورة.
سورة النور مدنية وَفَرَضْناها جائز تَذَكَّرُونَ تامّ مِائَةَ جَلْدَةٍ كاف الْآخِرِ

(١) وهي ستون وآيتان في الحجازي، وأربع في الباقي والخلاف في آيتين: وَالْآصالِ [٣٦]، (الأبصار) [٤٣] غير حجازي. وانظر: «التلخيص» (٣٤٢).


الصفحة التالية
Icon