سورة يس مكية (١)
قيل: إلا قوله: وإذا قيل لهم اتقوا الآية، فمدنيّ.
كلمها سبعمائة وسبع وعشرون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وعشرون حرفا، وآيها اثنتان، أو ثلاث وثمانون آية، وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل.
يس حسن: إن جعل يس افتتاح السورة أو اسما لها، وليس بوقف إن فسر يس بيا رجل، أو يا إنسان، لأن قوله: إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ قد دخل في الخطاب كأنه قال: يا محمد والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين فيكون كالكلام الواحد فلا يوقف على: الحكيم، لأن قوله: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ قسم وجوابه إنك، فلا يفصل بين القسم وجوابه بالوقف لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ حسن، على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل خبرا ثانيا لإن، وكذا إن جعل موضع الجار والمجرور نصبا مفعولا ثانيا لمعنى الفعل في المرسلين، لأن تقديره: إنك لمن الذين أرسلوا على صراط مستقيم، فيكون قوله: عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ داخلا في الصلة، وكذا إن قدّر إنك لمن المرسلين لتنذر قوما، فيدخل قوله: لِتُنْذِرَ في الصلة أيضا، فعلى هذه الأوجه لا يوقف على:
المرسلين، ولا على: مستقيم ومُسْتَقِيمٍ تامّ، لم قرأ تَنْزِيلَ بالرفع خبر
ـــــــــــــــــــــــــ
سورة يس مكية وقيل: إلا قوله: وإذا قيل لهم اتقوا الآية، فمدنية، أو مكية.
وتقدم الكلام على يس وواو والقرآن للقسم لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ كاف، إن جعل ما بعد استئنافا، فإن جعل خبرا ثانيا لأن فليس بوقف مُسْتَقِيمٍ تام: لمن قرأ تَنْزِيلَ بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو بالنصب على المصدرية، وليس بوقف

(١) وهي مكية بلا خلاف، وقيل: إلا قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ولكنه مرجوح، وهي ثمانون وثلاث في الكوفي، واثنان في الباقي. والخلاف في آية: يس [١] كوفي وانظر:
«التلخيص» (٣٧٩).


الصفحة التالية
Icon