بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أخطأ بعض الذين يفرحون بكلمة " التجديد " أو المجدّد أو المفكر الإسلامي.
الكلمات التي يطلقها العلماء في عصرنا على من يتبنى فكرة، مع أن التدبر للقديم يجود بجواهر كريمة تدل على عمق العلماء في مجموعهم، وعدم الانشغال عن رسالتهم، وهذا المقدار العظيم مضروبًا في مدة الزمن الذي مرَّ على معامل الفكر منذ أن فكَّر الذين يخدمون الحقَّ ونشط خصومه
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾.
النفس الواحدة هي آدم - عليه السلام - ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ يعني من ضلعها كما جاء في السُّنَّة، (فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرتَه) [القرطبي جـ ٣: ص: ١].
وفي آية أخرى قال سبحانه وتعالى ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ﴾
وفيهم بعضهم (جعل منها زوجها أي من جنسها. والقول بالسُّنَّة أفضل عند أولي الألباب.
ولا تعارض الفهمين.
...
ثم جاء من يريد التجديد
جاء يدعي أن الأصل في الآيات (حواء) ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ آدم.
وقال القرآن لم يقل: وخلق منها زوجتها، بل ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ يعني آدم.
فنحن تصوره أولاد حواء (يا بني آدم).
أقول: عيب هؤلاء الناس أنهم لا يكلفون أنفسهم دراسة اللغة العربية بالعمق المطلوب أن القرآن نزل بلغة قريش ليس فيها زوجة تستخدم دائما (زوج).
﴿وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا﴾.
هل قرأ المجدد الآية الكريمة؟


الصفحة التالية
Icon