أمة واحدة ٢
للشيخ محمود غريب مركز السلطان قابوس للتقافة الاسلامية.
الوحد حصن بناه الاسلام ليجمع فيه كلة الامة ومشاعرها وعلى هذه الامة أن تحافظ على صرحها الشامخ
*والإسلام هو أول عمل أقام لهذه الأمة نظاما واحدا يجمعهم تحت حاكم واحد. فقد نقلها الإسلام من نظام العشيرة والقبيلة إلى نظام الدولة الواحدة والأمة الواحدة. يقول الشيخ محمد الغزالي إن هذه الأمة توحدت في الأرض يوم وحدت ربّها في السماء، (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء
أقام الإسلام أوّل نظام للحاكم الواحد. فالنبي (صلى الله عليه وسلم) أوّل حاكم عربي قاد الأمة. وآمنت الأمة بهذه القيادة إلى درجة أن الأمة انشغلت باختيار (الخليفة) لهذا الحاكم الواحد قبل أن تنتهي من دفن الحاكم الأول - رسول الله - (صلى الله عليه وسلم) -حتى لا تعيش الأمة ساعة واحدة بدون حاكم واحد- والقران الكريم قد أعطى قضيت الوحدة حقها
"ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيانات" آل عمران ١٠٥
وقال تعالى:
(وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) الأنعام ١٥٣
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران ١٠٢
وقال تعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء) الأنعام ١٠٩
لقد جاء الإسلام ليجمع، فأى فرقت فليست منه في شىء.
(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
والروح لا تحل في جسد ممزق. (آخر الشوى) الإسلام جمع كلمة وود (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) مريم هذا وعد من الله -سبحانه فإذا وجدت مجتمعا لا ود فيه فهو مجتمع لا إيمان فيه. وأي مجتمع لا إيمان فيه لا ود فيه ولا يخدعك مظهرهم فهي أخلاق المنفعة
قال تعالى: (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) الحشر ٣١٤
والسنة المطهرة تدعوا إلى وحدة الكلم


الصفحة التالية
Icon