[مقدمة المؤلف]
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (قرآن كريم) بسم الله الرّحمن الرّحيم قال الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر البحر الفهامة أبو القاسم علي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن القاصح العذري تغمده الله برحمته: الحمد لله الذي علم القرآن وزين الإنسان بنطق اللسان، فطوبى لمن يتلو كتاب الله حق تلاوته. ويواظب آناء الليل وأطراف النهار على دراسته، وهو كلام الله تعالى الذي أنزله على عبده ورسوله المصطفى محمد النبي الأمي العربي المختار المرتضى، صلّى الله عليه وسلم وعلى آله المكرمين، ورضي الله عن أصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.أما بعد: فإن أسهل ما يتوصل به إلى علم القراءات من التصانيف المنظومات نظم الشيخ الإمام العالم أبي محمد قاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي، من قصيدته اللامية المنظومة من الضرب الثاني من بحر الطويل، المنعوتة «بحرز الأماني ووجه التهاني». فأول شارح شرحها الإمام علم الدين السخاوي تلقاها عن ناظمها، وتابعه الناس على ذلك فشرحوها، فمنهم من اقتصر، ومنهم من علل وأطال، وخرج عن حيز الاعتدال، وقد استخرت الله تعالى في حل ألفاظها واستخراج القراءات منها بعبارة سهلة يفهمها المبتدئ، ولهذا لم أتعرض للتعاليل المطولة فإنها مذكورة في تصانيف وضعت لها كإعراب القرآن والتفاسير وغير ذلك، وقد اختصرت هذا الكتاب من شرح السخاوي والفاسي وأبي شامة وابن جبارة والجعبري وغيرهم وزدت فيه فوائد ليست من هؤلاء الشروحات. وسميته:
سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي
وأسأل الله تعالى أن ينفع به كما نفع بأصله إنه قريب مجيب.
ولد الشاطبي في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة، وهي قرية بجزيرة الأندلس من بلاد المغرب. وقولهم: الرعيني نسبة إلى قبيلة من قبائل المغرب، أخذ القراءات عن الشيخ الصالح أبي الحسن علي بن هذيل بالأندلس، عن أبي داود سليمان، عن أبي عمرو الداني مصنف كتاب التيسير. وأخذ الشاطبي أيضا عن أبي عبد الله محمد بن العاصي النفزي- بالزاي المعجمة- عن أبي عبد الله محمد بن حسن، عن علي بن عبد الله الأنصاري، عن