مسألة
قوله تعالى: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ (١).
في هذه التوبة وجهان:
أحدهما: استنقاذهم من شدة القسوة.
والثاني: خلاصهم من مكايد العدوّ.
وقوله في آخر الآية: ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ، وهذه غير الأولى، وفيها أيضا قولان:
أحدهما: أنّ التوبة الأولى في الذهاب، والتوبة الثانية في الرجوع.
الثاني: أنّ الأولى في السفر، والثانية (١٠ ب) بعد العود إلى المدينة.
فإن قيل في الأولى: إنّ التوبة الثانية في الرجوع احتملت وجهين:
أحدهما: أنّها الإذن لهم بالرجوع إلى المدينة.
والثاني: أنّها بالمعونة لهم في إمطار السماء عليهم حتى حيوا.
فالتوبة على هذين القولين عامة.
وإن قيل: التوبة الثانية بعد خروجهم إلى المدينة احتملت وجهين:
أحدهما: أنّ العفو عنهم في ممالأة من تخلّف عن الخروج معهم.
والثاني: غفران ما همّ به فريق في العدول عن الحقّ.
فالتوبة على هذين الوجهين خاصة.
مسألة
قوله تعالى: ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا (٢).
_________
(١) التوبة ١١٧. وينظر: تفسير الطبري ١١/ ٥٤، وتفسير القرطبي ٨/ ٧٨.
(٢) التوبة ١١٨. وينظر: تفسير القرطبي ٨/ ٢٨٨.