مسألة
قوله تعالى: فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ (١).
وإذا غفر ذنبه فقد وقاه عذاب النار، وهل ذلك تكرار أم هما مسألتان؟.
فالجواب:
قيل: هما مسألتان:
أحدهما (٢): طلب ستر الذنوب بترك العتاب عليها وإخفائها عن أهل الحشر حتى لا يفتضح فيها.
والثانية (٣): أن تحرسهم من عذاب النار.
وقد يجوز أن تستر ذنبه ولا تعاقب عليه.
ويجوز أن تستر ذنبه وتعاقب عليه ضربا من العقوبة، فإذا ستره ورفع جميع التبعة عنه فقد تمّ له مراده.
مسألة
قوله عزّ وجلّ: وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٤).
قال أبو إسحاق (٥): ليست (فيه) داخلة في الصلة، ولكنها تبيين، أي: زهادتهم فيه.
وحكى سيبويه (٦) (١٢ ب) والكسائي (٧): زهدت وزهدت، بكسر الهاء وفتحها.
تمّ الكلام في الآيات الكريمة والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد خاتم النبيين وسلّم عليه.
_________
(١) آل عمران ١٦. وينظر: تفسير الرازي ٧/ ٢١٦ - ٢١٧.
(٢) في الأصل: أحدهما.
(٣) في الأصل: والثاني.
(٤) يوسف ٢٠. وينظر: زاد المسير ٤/ ١٩٧، وتفسير القرطبي ٩/ ١٥٧.
(٥) معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٩٨. وأبو إسحاق الزجاج، ت ٣١١ هـ.
(٦) الكتاب ٢/ ٢١٩.
(٧) علي بن حمزة، ت ١٨٩ هـ. (نور القبس ٢٨٣، وإنباه الرواة ٢/ ٢٥٦).


الصفحة التالية
Icon