سُورَةُ البّيِّنّةِ
سُورَةُ لم يكن
مكّية (١)، وقيل: مدنية (٢)، وهي ثمان آيات في غير عدد أهل البصرة.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿مُنْفَكِّينَ﴾ متفرّقين، يقولون: لم يكونوا متفرّقين في انتظار نبي آخر الزَّمان أو في مللهم، فإن أهل مكّة كانوا ملازمين طريقة واحدة وجدوا آباءهم عليها حتى أتاهم رسول الله، فمنهم من آمن به ومنهم مَنْ كفر.
﴿رَسُولٌ مِنَ اللهِ﴾ مرتفع على البدل من البيّة أو البيان للبيِّنة (٣). (الكتب القيّمة) هي سور القرآن ﴿وَمَا تَفَرَّقَ﴾ أي: ما انفكّ بعض اليهود من بعض، وبعض النصارى من بعض، في وصف رسول الله ونعته والإيمان به والشهادة له إلا بعد ظهوره -عليه السلام- ولزوم حجّته إياهم.
﴿دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ دين الأُمّة القائمة المستقيمة على الإسلام، عن أنس قال: قال رجل للنبيّ -عليه السلام-: يا خير البرية، قال: "ذاك إبراهيم" (٤).
(١) ذكره السيوطي في الدر (١٥/ ٥٧٠)، عن عائشة.
(٢) ذكره السيوطي في الدر (١٥/ ٥٧٠)، عن ابن عباس.
(٣) عامة النحاة على رفعه بدلًا من "البينة"، إما بدل اشتمال، واما كل من كل على سبيل المبالغة، جعل الرّسول نفسه البيِّنة، أو على حذف مضاف، أي: بيّنة رسولٍ. ويجوز رفعه على خبر ابتداء مضمر، أي: هي رسولٌ [الدرّ المصون (١١/ ٦٨)].
(٤) مسلم (٢٣٦٩)، وأبو يعلى في مسنده (٧/ ٤٠)، وأحمد في مسنده (٣/ ١٨٤).


الصفحة التالية
Icon