سُورَةُ قُرَيْشٍ
سوة لإيلاف:
مكّية (١)، وهي خمس آيات في عدد أهل الحجاز (٢)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اللام في ﴿لِإِيلَافِ﴾ لمقدّر، قال الفراء وابن الأنباري: تقديره أعجب (٣) ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)﴾، وإنما سمّيت قريش لغلبتهم في الحجاز، وقريش حيوان في البحر يغلب سائر الحيوان فيه (٤)، وقيل: سمّيت لتقرشهم؛ أي تجمّعهم بمكّة (٥) بعد ما كانوا تفرّقوا.
(١) ذكره السيوطي في الدر (١٥/ ٦٧٠) عن ابن عباس.
(٢) انظر: "البيان" (٢٩٠).
(٣) أمّا قول الفراء فذكره في معانيه (٣/ ٢٩٣)، وأمّا قول ابن الأنباري فذكره في البيان في إعراب القرآن (ص ٤٥٥). وذكر ابن الأنباري وجهين آخرين، الأول: أن تكون متعلقة بقوله: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣)﴾، أي لأجل هذا. والثاني: أن تكون متعلقة بقوله: ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)﴾.
(٤) قاله ابن سيده في المحكم (٦/ ١٥٧)، وأن هذه الدابة التي هي في البحر لا تدع دابة إلا أكلتها، فجميع الدواب تخافها، ويُنسب هذا القول لابن عباس حكاه عنه ابن الأعرابي في تهذيب اللغة (٨/ ٣٢١)؛ فقبيلة قريش شبيهة بذلك، ومنه قول الحميري:
وقُريشٌ هي التي تسكن البحـ ـر بها سُمِّيَتْ قريشٌ قُرَيْشا
(٥) قاله ابن سيده في المحكم (٦/ ١٥٨)، والأزهري كما في تهذيب اللغة (٨/ ٣٢١).


الصفحة التالية
Icon