إنْ شِئْتُم: ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ (١).
٣٧ - قوله تعالى: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ﴾ التَّقَبلُ، والقَبُولُ، معناهما سواء، وهو: أن ترضى بالشيء، وتأخذه؛ ولهذا قال: ﴿بِقَبُولٍ﴾، ولم يقل: (بتَقَبُّلٍ)؛ لأن معناهما واحدٌ.
قال الفراء (٢): والعرب قد تترك المصدر للفعل المذكور، وتأتي بمصدر آخر في معنى الأول، وإن اختلف بالزيادة والنقصان؛ كقولك: (تكلَّمْتُ كلاما). وهذا النوع يقال له المصدر على غير المصدر.
وذكرنا هذا عند قوله: ﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ [آل عمران: ٢٨]. والقَبُول: مصدر قولهم: (قَبِلَ فلانٌ الشيءَ): إذا رضِيَهُ.
قال أبو عمرو بن العَلاء (٣): وليس في المصادر (فَعُولٌ) بفتح الفاء،
(١) الحديث، أخرجه البخاري في: الصحيح: ٥/ ١٦٦ كتاب التفسير سورة آل عمران، ٤/ ١٣٨ كتاب الأنبياء، باب: ٤٤. ومسلم في "الصحيح" ٤/ ١٨٣٨رقمه (٢٣٦٦) كتاب الفضائل، باب: فضائل عيسى عليه السلام. وأحمد في "المسند" ٢/ ٢٧٤ (وانظر: "الفتح الرباني" ٢٠/ ١٣٢، وعبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١١٩، والطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٤٠، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٦٣٨، والبغوي في "تفسيره" ٢/ ٣٠، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٣٢. وورد الحديثُ بألفاظ أخرى من طرق أخرى عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، انظر: "تفسير الطبري" ٦/ ٣٣٦ - ٣٤٠، " الدر المنثور" ٢/ ٣٢. واستهلال الصبي: رفع صوته بالبكاء عند ولادته. انظر: "النهاية في غريب الحديث" ٥/ ٢٧١، "القاموس" (١٠٧٢) (هلل).
(٢) لم أهتد إلى مصدر قوله.
(٣) قوله في "تفسير الطبري" ٣/ ٢٤١، وفي مادة (قبل) في "الصحاح" ٥/ ١٧٩٥، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٤٠ ب، "اللسان" ١١/ ٥٤٠، ونصه كما في "الصحاح": (وحكى اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء: (القَبُول) بالفتح مصدر، ولم أسمع غيره.
(٢) لم أهتد إلى مصدر قوله.
(٣) قوله في "تفسير الطبري" ٣/ ٢٤١، وفي مادة (قبل) في "الصحاح" ٥/ ١٧٩٥، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٤٠ ب، "اللسان" ١١/ ٥٤٠، ونصه كما في "الصحاح": (وحكى اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء: (القَبُول) بالفتح مصدر، ولم أسمع غيره.