[تفسير] (١) سورة الأعراف
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ - ﴿المص﴾ قال أبو إسحاق: (الذي اخترنا (٢) في تفسيرها قول ابن عباس (٣) -رضي الله عنه- (٤): (إن معناها أنا الله أعلم، وأفضل)، وعلى هذا التفسير: هذه الحروف واقعة في موضع جُمل، والجمل (٥) إذا كانت ابتداء وخبرًا فقط لا موضع لها. مثل قولك: أنا الله أعلم. لا موضع لها من الإعراب، إنما يرتفع بعض ذا ببعض؛ فالله يرتفع [بأنا] (٦)، و (أعلم) خبر مستأنف يراد به: وأنا أعلم (٧)، وإذا كان معنى ﴿المص﴾: أنا الله أعلم كان إعرابها كإعراب الشيء الذي هو تأويل لها) (٨).

(١) لفظ: (تفسير) ساقط من (أ).
(٢) في (ب): (أخبرنا)، وهو تصحيف.
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ١١٥، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٣٧، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ١/ ٢٣٢ عن ابن عباس قال: (أنا الله أفصل) اهـ. وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ١٢٥. وفي سنده عطاء بن السائب الثقفي، صدوق اختلط فساء حفظه - انظر "تهذيب التهذيب" ٣/ ١٠٣. والراجح أن الحروف المقطعة في أوائل السور حروف هجائية. ذكرت للدلالة على إعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله مع أنه مركب من هذه الحروف التي يتخاطبون بها ليكون عجزهم أبلغ في "الحجة" عليهم وهذا اختيار جماعة من المحققين انظر: "الكشاف" ١/ ٧٦، و"تفسير ابن كثير" ٢/ ٢٢٤، والشوكاني ٢/ ٢٧٣، والشنقيطي ٣/ ٣ - ٧.
(٤) في (أ): (رحمه الله).
(٥) في (أ): و (الجملة).
(٦) في (ب): (يرتفع أنا).
(٧) لفظ: (الواو) ساقط من (ب)، ويريد أن قوله: "أعلم خبر بعد خبر". انظر "تفسير الرازي" ١٤/ ١٤، حيث نقل قول الواحدي.
(٨) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٣١٣ - ٣١٤


الصفحة التالية
Icon